Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 8-12)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } ، خائفة قلقة مضطربة ، وسمي " الوجيف " في السير , لشدة اضطرابه ، يقال : وجف القلب ووجب وجوفاً ووجيفاً ووجوباً ووجيباً . وقال مجاهد : وجلة . وقال السدي : زائلة عن أماكنها ، نظيره { إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ } [ غافر : 18 ] . { أَبْصَـٰرُهَا خَـٰشِعَةٌ } ، ذليلة كقوله : { خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ } [ الشورى : 45 ] الآية . { يَقُولُونَ } يعني المنكرين للبعث إذا قيل لهم إنكم مبعوثون من بعد الموت : { أَءِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِى ٱلْحَافِرَةِ } ؟ أي : إلى أول الحال وابتداء الأمر , فنصير أحياءً بعد الموت كما كنا ؟ تقول العرب : رجع فلان في حافرته , أي رجع من حيث جاء ، والحافرة عندهم اسم لابتداء الشيء ، وأول الشيء . وقال بعضهم : " الحافرة " : وجه الأرض التي تحفر فيها قبورهم ، سميت حافرة بمعنى المحفورة ، كقوله : { عِيشَةٍ راضِيَة } أي مرضية . وقيل : سميت حافرة لأنها مستقر الحوافر ، أي أئنا لمردُودون إلى الأرض فنبعث خلقاً جديداً نمشي عليها ؟ وقال ابن زيد : " الحافرة " النار . { أَءِذَا كُنَّا عِظَـٰماً نَّخِرَةً } ، قرأ نافع , وابن عامر , والكسائي , ويعقوب : " أئنا " ؟ مستفهماً ، " إذا " بتركه ، ضده أبو جعفر ، الباقون باستفهامهما ، وقرأ حمزة , والكسائي , وأبو عمرو : " عظـاماً ناخرة " ، وقرأ الآخرون " نخرة " وهما لغتان ، مثل الطمع والطامع والحذر والحاذر ، ومعناهما البالية ، وفرّق قوم بينهما ، فقالوا : النخرة : البالية , والناخرة : المجوفة التي تمر فيها الريح فتنخر , أي : تصوّت . { قَالُواْ } ، يعني المنكرين : { تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } ، رجعة خائبة ، يعني إن رددنا بعد الموت لنخسرن بما يصيبنا بعد الموت .