Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 20-23)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي : لا تُعرضوا عنه ، { وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ } ، القرآن ومواعظه . { وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } أي : يقولون بألسنتهم سمعنا بآذاننا وهم لا يسمعون ، أي : لا يتّعظون ولا ينتفعون بسماعهم فكأنهم لم يسمعوا . قوله تعالى : { إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عند اللهِ } ، أي : شرّ من دبّ على وجه الأرض [ من خلق الله ] ، { ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ } ، عن الحق فلا يسمعونه ولا يقولونه ، { ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } أَمْرَ الله عزّ وجلّ سمّاهم { ٱلدَّوَابِّ } لقلّة انتفاعهم بعقولهم ؛ كما قال تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ كَٱلأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ } [ الأعراف : 179 ] ، قال ابن عباس : هم نفر من بني عبدالدار بن قصي ، كانوا يقولون : نحن صُمٌّ بُكمٌ عُمي عمّا جاء به محمد ، فقُتلوا جميعاً بأُحد ، وكانوا أصحاب اللّواء لم يسلم منهم إلا رجلان مصعب بن عُمير وسويبط بن حرملة . { وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ } أي : لأسمعهم سماع التفهّم والقبول ، { وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ } ، بعد أن علم أنّ لا خير فيهم ما انتفعوا بذلك ، { لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ } ، لعنادهم وجحودهم الحق بعد ظهوره . وقيل : إنهم كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم : أحيي لنا قصياً فإنه كان شيخاً مباركاً حتى يشهد لك بالنبوة فنؤمن بك ، فقال الله عزّ وجلّ : " ولو أسمعهم " كلام قصي " لتولَّوا وهم معرضون " .