Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 81, Ayat: 2-6)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } ، أي تناثرت من السماء وتساقطت على الأرض ، يقال : انكدر الطائر أي سقط عن عشه ، قال الكلبي وعطاء : تمطر السماء يومئذ نجوماً فلا يبقى نجم إلا وقع . { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } ، قلعت عن وجه الأرض فصارت هباءً منثوراً . { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } ، وهي النوق الحوامل التي أتى على حملها عشرة أشهر ، واحدتها عُشَرَاء ، ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع لتمام سنة ، وهي أنفس مال عند العرب ، " عُطّلت " : تركت مهملة بلا راع أهملها أهلها ، وكانوا لازمين لأذنابها ، ولم يكن لهم مال أعجب إليهم منها , لما جاءهم من أهوال يوم القيامة . { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ } ، يعني دواب البر ، { حُشِرَتْ } ، جمعت بعد البعث ليقتص لبعضها من بعض وروى عكرمة عن ابن عباس قال : حَشْرُها : موتها . وقال : حَشر كل شيءٍ الموتُ , غير الجن والإنس ، فإنهما يوقفان يوم القيامة . وقال أبي بن كعب : اختلطت . { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } ، قرأ أهل مكة والبصرة بالتخفيف ، وقرأ الباقون بالتشديد ، قال ابن عباس : أوقدت فصارت ناراً تضطرم . وقال مجاهد ومقاتل : يعني فجر بعضها في بعض ، العذب والملح ، فصارت البحور كلها بحراً واحداً . وقال الكلبي : ملئت ، وهذا أيضاً معناه : { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } [ الطور : 6 ] ، والمسجور : المملوء ، وقيل : صارت مياهها بحراً واحداً من الحميم لأهل النار . وقال الحسن : يبست وهو قول قتادة , قال : ذهب ماؤها فلم يبق فيها قطرة . وروى أبو العالية عن أُبي بن كعب ، قال : ست آيات قبل يوم القيامة : بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس , فبينما هم كذلك إذ تناثرت النجوم فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت ، وفزعت الجن إلى الإنس والإنس إلى الجن ، واختلطت الدواب والطير الوحش , وماج بعضهم في بعض ، فذلك قوله : { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } ، اختلطت ، { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } , قال : قالت الجن للإنس نحن نأتيكم بالخبر : فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نار تأجج ، قال : فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض صدعة واحدة إلى الأرض السابعة السفلى ، وانشقت السماء إنشقاقة واحدة , وإلى السماء السابعة العليا ، فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الريح فأماتتهم .