Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 1-6)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } , يعني الذين ينقصون المكيال والميزان ويبخسون حقوق الناس . قال الزجاج : إنما قيل للذي ينقص المكيال والميزان : مطفف , لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء اليسير الطفيف . أخبرنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمد علي الصيرفي , حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي , أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ , حدثنا عبد الرحمن بن بشر , حدثنا علي بن الحسين بن واقد , حدثني أبي , حدثني يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً ، فأنزل الله عزّ وجلّ : { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } فأحسنوا الكيل . وقال السدي : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وبها رجل يقال له : أبو جهينة , ومعه صاعان , يكيل بأحدهما , ويكتال بالآخر , فأنزل الله هذه الآية . فالله تعالى جعل الويل للمطففين . ثم بين أن المطففين من هم فقال : { ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكْتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسْتَوْفُونَ } , وأراد إذا اكتالوا من الناس أي أخذوا منهم ، و " مِنْ " ، و " عَلى " يتعاقبان . قال الزجاج : المعنى إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل والوزن ، وأراد : الذين إذا اشتروا لأنفسهم استوفوا في الكيل والوزن . { وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } ، أي كالوا لهم أو وزنوا لهم أي للناس , يقال : وزنتك حقك وكلتك طعامك , أي وزنت لك وكِلت لك كما يقال : نصحتك ونصحت لك وكسبتك وكسبت لك . قال أبو عبيدة وكان عيسى بن عمر يجعلهما حرفين يقف على " كالوا ووزنوا " ويبتدئ " هم يخسرون " وقال أبو عبيدة : والاختيار الأول , يعني : أن كل واحدة كلمة واحدة ، لأنهم كتبوها بغير ألف ، ولو كانتا مقطوعتين لكانت : " كالوا و وزنوا " بالألف كسائر الأفعال مثل جاؤوا وقالوا : واتفقت المصاحف على إسقاط الألف ، ولأنه يقال في اللغة : كلتك ووزنتك كما يقال : كلت لك ووزنت لك . " يخسرون " أي ينقصون ، قال نافع : كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول : اتق الله وأوف الكيل والوزن ، فإن المطففين يوقفون يوم القيامة حتى إن العرق ليلجمهم إلى أنصاف آذانهم . { أَلا يَظُنُّ } ، يستقين ، { أُوْلَـٰئِكَ } ، الذين يفعلون ذلك ، { أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ } ، يعني يوم القيامة . { يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ } ، من قبورهم ، { لِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } ، أي لأمره ولجزائه ولحسابه . أخبرنا عبد الواحد المليحي , أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي , أخبرنا محمد بن يوسف , حدثنا محمد بن إسماعيل , أخبرنا إبراهيم بن المنذر , أخبرنا معن , حدثني مالك , عن نافع , عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه " . أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الكشميهني , أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث , حدثنا محمد بن يعقوب الكسائي , حدثنا عبد الله بن محمود , حدثنا إبراهيم بن عبد الله الخلال , حدثنا عبد الله بن المبارك , عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر , قال : حدثني سليم بن عامر , حدثني المقداد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل أو اثنين " - قال سليم : لا أدري أي الميلين يعني مسافة الأرض أوالميل الذي تكحل به العين ؟ - قال : " فتصهرهم الشمس فيكونون في العَرَق بقدر أعمالهم ، فمنهم من يأخذه إلى عقبيه ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه ومنهم من يأخذه إلى حقويه ، ومنهم من يلجمه إلجاماً " فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يشير بيده إلى فيه يقول : " ألجمه إلجاماً " .