Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 124-126)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَـٰناً } ، يقيناً . كان المنافقون يقولون هذا استهزاء ، قال الله تعالى : { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَـٰناً } يقيناً وتصديقاً ، { وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } ، يفرحون بنزول القرآن . { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } ، شكٌّ ونفاق ، { فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } ، أي : كفراً إلى كفرهم فعند ، نزول كل سورة ينكرونها يزداد كفرهم بها . قال مجاهد : هذه الآية إشارة إلى الإِيمان يزيد وينقص . وكان عمر : يأخذ بيد الرجل والرجلين من أصحابه فيقول : تعالوا حتى نزداد إيماناً . وقال علي بن أبي طالب : إن الإِيمان يبدو لُمْظَة بيضاء في القلب ، فكلّما ازْدَادَ الإِيمان عِظَماً ازداد ذلك البياضُ حتى يَبْيَضَّ القلبُ كله ، وإن النفاق يبدو لمظة سوداء في القلب فكلما ازدادَ النفاقُ ازدادَ السوادُ حتى يسودَّ القلبُ كله ، وأيْمُ الله لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود . قوله : { وَمَاتُواْ وَهُمْ كَـٰفِرُونَ } . قوله : { أَوَلاَ يَرَوْنَ } ، قرأ حمزة ويعقوب : « ترون » بالتاء على خطاب والمؤمنين . وقرأ الآخرون بالياء ، خبر عن المنافقين المذكورين . { أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ } يُبتلون { فِى كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ } ، بالأمراض والشدائد . وقال مجاهد : بالقحط والشدة . وقال قتادة : بالغزو والجهاد . وقال مقاتل بن حيان : يفضحون بإظهار نفاقهم . وقال عكرمة : ينافقون ثم يؤمنون ثم ينافقون . وقال يمان : ينقضون عهدهم في السنة مرّةً أو مرتين . { ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ } ، من نقض العهد ولا يرجعون إلى الله من النفاق ، { وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ } ، أي : لا يتعظون بما يرون من تصديق وعد الله بالنصر والظفر للمسلمين .