Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 38-39)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ } الآية ، نزلت في الحث على غزوة تبوك ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الطائف أمر بالجهاد لغزوة الروم ، وكان ذلك في زمان عسرة من الناس ، وشدة من الحرّ ، حين طابت الثمار والظلال ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلاّ ورّى بغيرها حتى كانت الغزوة ، غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَرٍّ شديد ، واستقبل سفراً بعيداً ، ومفاوز هائلة ، وعدواً كثيراً ، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم ، فشقّ عليهم الخروج وتثاقلوا فأنزل الله تعالى : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ } أي : قال لكم رسول الله : { ٱنفِرُواْ } اخرجوا في سبيل الله { ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ } أي : لزمتم أرضكم ومساكنكم ، { أَرَضِيتُم بِٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلأَخِرَةِ } ، أي : بخفض الدنيا ودَعَتِها من نعيم الآخرة ، { فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فِى ٱلأَخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ } . ثم أوعدهم على ترك الجهاد ، فقال تعالى : { إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } ، في الآخرة . وقيل : هو احتباس المطر عنهم في الدنيا . وسأل نجدةُ بن نفيع ابنَ عباس عن هذه الآية ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استنفر حياً من أحياء العرب ، فتثاقلوا عليه ، فأمسك عنهم المطر ، فكان ذلك عذابهم . { وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ } خيراً منكم وأطوع . قال سعيد بن جبير : هم أبناء فارس . وقيل : هم أهل اليمن ، { وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا } ، بترككم النفير . { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ } .