Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 55-57)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ } ، والإِعجاب هو السرور بما يتعجب منه ، يقول : لا تستحسن ما أنعمنا عليهم من الأموال والأولاد لأن العبد إذا كان من الله في استدراج كثّر الله ماله وولده ، { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } ، فإن قيل أي تعذيب في المال والولد وهم يتنعمون بها في الحياة الدنيا ؟ قيل : قال مجاهد وقتادة : في الآية تقديم وتأخير ، تقديره : فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا ، إنّما يريد الله ليعذّبهم بها في الآخرة . وقيل : التعذيب بالمصائب الواقعة في المال والولد . وقال الحسن : يعذبهم بها في الدنيا بأخذ الزكاة منها والنفقة في سبيل الله . وقيل : يعذبهم بالتعب في جمعه ، والوجل في حفظه ، والكره في إنفاقه ، والحسرة على تخليفه عند من لا يحمده ، ثم يُقدم على مَلِكٍ لا يُعْذره . { وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ } ، أي : تخرج ، { وَهُمْ كَـٰفِرُونَ } ، أي : يموتون على الكفر . { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ } ، أي : على دينكم ، { وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } [ يخافون أن يظهروا ما هم عليه ] . { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً } ، حرزاً أو حصناً أو معقلاً . وقال عطاء : مهرباً ، وقيل : قوماً يأمنون فيهم . { أَوْ مَغَـٰرَاتٍ } ، غِيرَاناً في الجبال ، جمع مغارة وهو الموضع الذي يغور فيه ، أي يستتر . وقال عطاء : سراديب . { أَوْ مُدَّخَلاً } ، موضع دخول فيه ، وهو من أدخل يدخل ، وأصله : مدتخل مفتعل ، من أدخل يدخل . قال مجاهد : محرزاً . وقال قتادة : سرباً . وقال الكلبي : نفقاً في الأرض كنفق اليربوع . وقال الحسن : وجهاً يدخلونه على خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرىء : ( مَدْخلاً ) ، بفتح الميم وتخفيف الدال ، وكذلك قرأ يعقوب ، { لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ } ، لأدبروا إليه هرباً منكم ، { وَهُمْ يَجْمَحُونَ } ، يسرعون في إباءٍ ونفورٍ ولا يردّ وجوهَهم شيء . ومعنى الآية : أنهم لو يجدون مخلصاً منكم ومهرباً لفارقوكم .