Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 82-84)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً } ، في الدنيا ، { وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا } ، في الآخرة . تقديره : فليضحكوا قليلاً فسيبكون كثيراً ، { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } . أخبرنا الإِمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أنبأنا السيد أبو الحسن محمد بن [ الحسين العلوي قال : أخبرنا عبدالله بن محمد بن الحسن الشرقي ، حدثنا عبدالله بن هاشم ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا شعبة عن موسى بن أنس عن أنس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولو تعلمون ما أعلم لضحكتُم قليلاً ولبكيتُم كثيراً " . أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن أبي توبة ، حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد الحارثي ، حدثنا أبو الحسن محمد بن ] يعقوب الكسائي حدثنا عبدالله بن محمود ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبدالله الخلال ، حدثنا عبدالله بن المبارك عن عمران بن زيد الثعلبي ، حدثنا يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ياأيّها الناس ابكوا ، فإن لم تستطيعوا فتباكوا ، فإن أهل النار يبكون في النار حتى تسيل دموعهم في وجوههم كأنها جداول ، ثم تنقطع الدموع ، فتسيل الدماء فتقرّح العيون ، فلو أن سُفُناً أُجريتْ فيها لَجَرَتْ " . قوله تعالى : { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ } أي : ردّك يامحمد من غزوة تبوك ، { إِلَىٰ طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ } ، يعني : من المخلفين . وإنما قال : " طائفة منهم " لأنه ليس كل من تخلف من غزوة تبوك كان منافقاً ، { فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ } ، معك في غزوة أُخرى ، { فَقُلْ } ، لهم { لَّن تَخْرُجُواْ مَعِىَ أَبَدًا } في سفر ، { وَلَن تُقَـٰتِلُواْ مَعِىَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِٱلْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ } ، في غزوة تبوك { فَٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْخَالِفِينَ } أي : مع النساء والصبيان ، وقيل : مع الزّمْنَى والمرضَى . وقال ابن عباس : مع الذين تخلّفوا بغير عذر . وقيل : مع الخالفين . قال الفراء : يقال صاحب خالف إذا كان مخالفاً . { وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً } الآية . قال أهل التفسير : " بعث عبدالله بن أُبيّ ابن سلول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض ، فلما دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أهلكك حبُّ يهود ؟ فقال : يارسول الله إني لم أبعث إليك لتؤنبني ، إنما بعثت إليك لتستغفر لي ، وسأله أن يكفنه في قميصه ويصلي عليه " . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، حدثنا أحمد بن عبدالله النعيمي ، حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا يحيى بن بكير ، حدثني الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبدالله بن عباس ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أنه قال : " لما مات عبدالله بن أُبيّ ابن سلول دُعِىَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه ، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وَثَبْتُ إليه ، فقلت : يارسول الله أتصلي على ابن أُبيٍّ بن سلول وقد قال يوم كذا وكذا كذا وكذا ؟ أعدِّ عليه قوله ، فتبسّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقال : » أخّرْ عني ياعمر » فلما أكثرتُ عليه قال : إني خُيّرتُ فاخترتُ ، لو أعلم أني إنْ زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها ، قال : فصلَّى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف فلم يمكث إلا يسيراً حتى نزلت الآيتان من براءة : { وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ } ، إلى قوله : { وَهُمْ فَـٰسِقُونَ } . قال : فعجبتُ بعدُ من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ " ، والله ورسوله أعلم . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، حدثنا أحمد بن عبدالله النعيمي ، أنبأنا محمد ابن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا علي بن عبدالله ، حدثنا سفيان قال عمرو : سمعتُ جابر بن عبدالله قال : أُتَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عبدَ الله بنَ أُبيّ بعدما أُدخل حفرته فأُمر به فأخرج فوضعه على ركبتيه ونفث في فيه من ريقه وألبسه قميصه ، فالله أعلم وكان كَسَا عبّاساً قَمِيصاً . قال سفيان : وقال هارون : وكان على رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصان فقال ابن عبدالله : يارسول الله [ ألبسْ أبي ] قميصك الذي يلي جلدك . ورُوي عن جابر قال : لما كان يوم بدر أُتى بالعباس ولم يكن عليه ثوب فوجدوا قميص عبدالله بن أُبيّ يقدر عليه ، فكساه النبي صلى الله عليه وسلم إياه ، فلذلك نزع النبي صلى الله عليه وسلم قميصه الذي ألبسه عبدالله . وقال ابن عيينة : كانت له عند النبي صلى الله عليه وسلم يَدٌ فأحبَّ أن يُكافئه . ورُوي " أن النبي صلى الله عليه وسلم كُلّم فيما فعل بعبدِ الله بنِ أُبيّ ، فقال صلى الله عليه وسلم : » وما يغني عنه قميصي وصلاتي من الله شيئاً والله إنى كنتُ أرجو أنْ يُسلم به ألف من قومه " ، ورُوى أنه أسلم به ألفٌ من قومه لمّا رأوه يتبرك بقميص النبي صلى الله عليه وسلم . قوله : { وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ } ولا تَقِفْ عليه ، ولا تَتَوَلَّ دَفْنَه ، من قولهم : قام فلان بأمر فلان : إذا كفاه أمره . { إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَـٰسِقُونَ } ، فما صلى النبي صلى الله عليه وسلم بعدها على منافق ولا قام على قبره حتى قُبِضَ .