Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 88-90)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ جَـٰهَدُواْ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلْخَيْرَاتُ } ، يعني : الحسنات ، وقيل : الجواري الحسان في الجنة ، قال الله تعالى : ( فيهنَّ خيراتٌ حِسَان ) ، جمع خَيْرَة ، وحكي عن ابن عباس : أَنَّ الخير لا يعلم معناه إلا الله كما قال جلّ ذكرهُ : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [ السجدة : 17 ] . { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } . { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا ذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } . قوله تعالى : { وَجَآءَ ٱلْمُعَذِّرُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ } الآية ، قرأ يعقوب ومجاهد : { المُعْذِرُونَ } بالتخفيف وهم المبالغون في العذر ، يقال في المَثَل : « لقد أُعذر من أنذر » أي : بالغ في العذر من قدم النذارة ، وقرأ الآخرون : { المعذِّرون } بالتشديد ، أي : المقصرون ، يقال : عَذَّرَ أي : قصر ، وقال الفراء : المعذرون المعتذرون أدغمت التاء في الذال ونُقلت حركة التاء إلى العين . وقال الضحاك : " المعذرون هم رهط عامر بن الطفيل جاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم دفاعاً عن أنفسهم فقالوا : يانبي الله إنْ نحنُ غزونا معك تغير أعراب طيء على حلائلنا وأولادنا ومواشينا ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : « قد أنبأني الله من أخباركم وسيغني الله عنكم » " . وقال ابن عباس : هم الذين تخلّفوا بعذر بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم . { وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } ، يعني : المنافقين . قال أبو عمرو بن العلاء : كلا الفريقين كان مسيئاً قوم تكلفوا عذراً بالباطل ، وهم الذين عناهم تعالى بقوله : { وَجَآءَ ٱلْمُعَذِّرُونَ } ، وقوم تخلّفوا عن غير تكلّف عذر فقعدوا جرأةً على الله تعالى ، وهم المنافقون فأوعدهم الله بقوله : { سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } .