Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 93, Ayat: 10-11)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ } ، قال المفسرون : يريد السائل على الباب ، يقول : لا تنهره لا تزجره إذا سألك ، فقد كنت فقيراً فإما أن تطعمه وإما أن ترده رداً ليناً ، يقال : نهره وانتهره إذا استقبله بكلام يزجره . وقال قتادة : رُدّ السائل برحمة ولين . قال إبراهيم بن أدهم : نعم القوم السؤَّال يحملون زادنا إلى الآخرة . وقال إبراهيم : السائل يريد الآخرة يجيء إلى باب أحدكم فيقول : هل توجهون إلى أهليكم بشيء ؟ وروي عن الحسن في قوله : { وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ } ، قال طالب العلم . { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } ، قال مجاهد يعني النبوة , روى عنه أبو بشر واختاره الزجاج وقال : أي بلّغ ما أرسلت به ، وحدث بالنبوة التي آتاك الله . وقال الليث عن مجاهد : يعني القرآن وهو قول الكلبي ، أمره أن يقرأ به . وقال مقاتل : اشكر لما ذكر من النعمة عليك في هذه السورة من جبر اليتيم والهدى بعد الضلالة والإغناء بعد العَيْلة ، والتحدث بنعمة الله شكراً . أخبرنا أبو سعيد بكر بن محمد بن محمد بن محمي البسطامي , حدثنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه , أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحسين النصر أبادي , حدثنا علي بن سعيد النسوي أخبرنا سعيد بن عفير , حدثنا يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن شرحبيل مولى الأنصاري ، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صُنع إليه معروفٌ فليجز به , فإن لم يجد ما يُجزي به فليثنِ عليه فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره ، وإن كتمه فقد كفره ، ومن تحلّى بما لم يُعطَ كان كلابس ثوبين زور " . أخبرنا أبو سعيد الشريحي أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي , أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين , حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق , حدثنا أبو القاسم بن منيع , حدثنا منصور بن أبي مزاحم , حدثنا وكيع عن أبي عبد الرحمن يعني القاسم بن الوليد , عن الشعبي , عن النعمان بن بشير قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر : " من لم يشكرِ القليلَ لم يشكرِ الكثيرَ ، ومن لم يشكرَ الناس لم يشكر الله تعالى ، والتحدث بنعمة الله شكر ، وتركه كفر ، والجماعة رحمة والفرقة عذاب " . والسنة - في قراءة أهل مكة - أن يكبر من أول سورة " والضحى " على رأس كل سورة حتى يختم القرآن ؛ فيقول : الله أكبر . قال الشيخ الإمام الأجل محيي السنة ناصر الحديث قدوة الأئمة ناشر الدين ركن الإسلام إمام الأئمة مفتي الشرق أبو محمد الحسين بن مسعود رحمه الله : كذلك قرأته على الإمام المقرئ أبي نصر محمد بن أحمد بن علي الحامدي بمرو ، قال : قرأت على أبي القاسم طاهر بن علي الصيرفي ، قال : قرأت على أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران ، قال : قرأت على أبي علي محمد بن أحمد بن حامد الصفار المقرئ ، قال : قرأت على أبي بكر محمد بن موسى الهاشمي ، قال : قرأت على أبي ربيعة والحسين بن محمد الحداد ، وهما قرأا على أبي الحسين بن أبي بزة وأخبرهما ابن أبي بزة أنه قرأ على عكرمة بن سليمان بن كثير المكي ، وأخبره عكرمة أنه قرأ على شبل بن عباد وإسماعيل بن قسطنطين ، وأخبراه أنهما قرأ على عبد الله بن كثير ، وأخبرهما عبد الله بن كثير - رضي الله عنهم أجمعين أنه قرأ على مجاهد ، وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس ، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبيّ بن كعب . وأخبرنا الإمام المقرئ أبو نصر محمد بن أحمد بن علي وقرأت عليه بمرو ، وقال : أنا الشريف أبو القاسم علي بن محمد الزيدي بالتكبير ، وقرأت عليه بثغر حران ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد الموصلي المعروف بالنقاش ، وقرأت عليه بمدينة السلام , حدثنا أبو ربيعة محمد بن إسحاق الربعي ، وقرأت عليه بمكة قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة ، وقرأت عليه قال لي : قرأته على عكرمة بن سليمان ، وأخبرني أنه قرأ على إسماعيل بن قسطنطين وشبل بن عباد فلما بلغت " والضحى " قالا لي : كبّرْ حتى تختم ، مع خاتمة كل سورة ، فإنا قرأنا على ابن كثير فأمرنا بذلك . وأخبرنا أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك ، وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك ، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك وأخبره أبيّ أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم فأمره بذلك . وكان سبب التكبير أن الوحي لما احتبس قال المشركون هجره شيطانه ، وودعه ، فاغتمّ النبي صلى الله عليه وسلم لذلك ، فلما نزل " والضحى " كبّر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحاً بنزول الوحي ، فاتخذوه سنّةً .