Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 93, Ayat: 1-3)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخبرنا عبد الواحد المليحي , أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي , أخبرنا محمد بن يوسف , حدثنا محمد بن إسماعيل , حدثنا أحمد بن يونس , حدثنا زهير , حدثنا الأسود بن قيس قال : سمعت جندب ابن سفيان قال : اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثاً فجاءت امرأة فقالت : يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك , لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث ، فأنزل الله عزّ وجلّ : { وَٱلضُّحَىٰ * وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ } . وقيل : إن المرأة التي قالت ذلك أم جميل امرأة أبي لهب . وقال المفسرون : سألت اليهودُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين وأصحاب الكهف وعن الروح ؟ فقال : سأخبركم غداً , ولم يقل : إن شاء الله ، فاحتبس عنه الوحي . وقال زيد بن أسلم : كان سبب احتباس جبريل عليه السلام عنه كون جَرْوٍ في بيته ، فلما نزل عاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبطائه ، فقال : إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب أو صورة . واختلفوا في مدة احتباس الوحي عنه ، فقال ابن جريج : اثنا عشر يوماً . وقال ابن عباس : خمسة عشر يوماً . وقال مقاتل : أربعون يوماً . قالوا : فقال المشركون : إن محمداً ودّعه ربه وقلاه ، فأنزل الله تعالى هذه السورة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " " يا جبريل ما جئت حتى اشتقت إليك " ، فقال جبريل : " إني كنت أشد شوقاً إليك ، ولكني عبد مأمور " ، فأنزل : { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } [ مريم : 64 ] " . قوله عزّ وجلّ : { وَٱلضُّحَىٰ } ، أقسم بالضحى وأراد به النهار كله ، بدليل أنه قابله بالليل فقال والليل إذا سجى ، نظيره : قوله : { أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى } [ الأعراف : 98 ] ، أي نهاراً . وقال قتادة ومقاتل : يعني وقت الضحى ، وهي الساعة التي فيها ارتفاع الشمس ، واعتدال النهار في الحر والبرد والصيف والشتاء . { وَٱلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ } ، قال الحسن : أقبل بظلامه ، وهي رواية العوفي عن ابن عباس : وقال الوالبي عنه : إذا ذهب ، قال عطاء والضحاك : غطى كل شيء بالظلمة . وقال مجاهد : استوى . وقال قتادة وابن زيد : سكن واستقر ظلامه فلا يزداد بعد ذلك . يقال : ليل ساج وبحر ساج إذا كان ساكناً . قوله تعالى : { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ } ، هذا جواب القسم , أي ما تركك منذ اختارك ولا أبغضك منذ أحبك .