Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 105-107)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى : قيل لي : كن من المؤمنين وأقم وجهك للدين ، ثم جاءت العبارة بهذا الترتيب ، و " الوجه " في هذه الآية بمعنى المنحى والمقصد ، أي اجعل طريقك واعتمالك للدين والشرع ، و { حنيفاً } معناه : مستقيماً على قول من قال ، الحنف الاستقامة ، وجعل تسمية المعوج القدم أحنف على جهة التفاؤل . ومن قال الحنف الميل جعل { حنيفاً } ها هنا مائلاً عن حال الكفرة وطريقهم ، و { حنيفاً } نصب على الحال ، وقوله { ولا تدع } معناه قيل لي : { ولا تدع } فهو عطف على { أقم } ، وهذا الأمر والمخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم إذا كانت هكذا فأحرى أن يتحرز من ذلك غيره ، وما لا ينفع ولا يضر هو الأصنام والأوثان ، والظالم الذي يضع الشيء في غير موضعه ، وقوله { وإن يمسسك الله بضر } الآية ، مقصد هذه الآية أن الحول والقوة لله ، ويبين ذلك للناس بما يحسونه من أنفسهم ، و " الضر " لفظ جامع لكل ما يكرهه الإنسان كان ذلك في ماله أو في بدنه ، وهذه الآية مظهرة فساد حال الأصنام ، لكن كل مميز أدنى ميز يعرف يقيناً أنها لا تكشف ضرّاً ولا تجلب نفعاً ، وقوله { وإن يردك بخير } لفظ تام العموم ، وخصص النبي صلى الله عليه وسلم الفقه بالذكر في قوله " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " وهو على جهة التشريف للفقه ، وقوله تعالى : { وهو الغفور الرحيم } ترجية وبسط ووعد ما .