Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 19-21)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قالت فرقة : المراد آدم كان أمة واحدة ثم اختلف الناس بعد في أمر ابنيه وقالت فرقة : المراد نسم بنيه إذ استخرجهم الله من ظهره وأشهدهم على أنفسهم ، وقالت فرقة : المراد آدم وبنوه من لدن نزوله إلى قتل أحد ابنيه الآخر ، وقالت فرقة : المراد { وما كان الناس إلا أمة واحدة } في الضلالة والجهل بالله فاختلفوا فرقاً في ذلك بحسب الجهالة ، ويحتمل أن يكون المعنى كان الناس صنفاً واحداً معداً للاهتداء ، واستيفاء القول في هذا متقدم في سورة البقرة في قوله { كان الناس أمة واحدة } [ البقرة : 213 ] . وقرأ الحسن بن أبي الحسن وأبو جعفر ونافع وشيبة وأبو عمرو " لقُضِي بينهم " بضم القاف وكسر الضاد ، وقرأ عيسى بن عمر " لقَضى " بفتحهما على الفعل الماضي ، وقوله { ولولا كلمة سبقت من ربك } يريد قضاءه وتقديره لبني آدم بالآجال الموقتة ، ويحتمل أن يريد " الكلمة " ، في أمر القيامة وأن العقاب والثواب إنما كان حينئذ ، وقوله تعالى { ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه } الآية ، يريدون بقولهم { آية من ربه } آية ، تضطر الناس إلى الإيمان وهذا النوع من الآيات لم يأت بها نبي قط ولا هي المعجزات اضطرارية وإنما هي معرضة للنظر ليهتدي قوم ويضل آخرون ، وقوله { فقل إنما الغيب لله } إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل لا يطلع على غيبه أحد ، وقوله { فانتظروا } وعيد ما قد صدقه الله تعالى بنصرته محمداً صلى الله عليه وسلم ، قال الطبري : في بدر وغيره ، وقوله { وإذا أذقنا الناس } الآية ، المراد بـ { الناس } في هذه الآية الكفار وهي بعد تتناول من العاصين من لا يؤدي شكر الله تعالى عند زوال المكروه عنه ولا يرتدع بذلك عن معاصيه ، وذلك في الناس كثير ، و " الرحمة " هنا بعد الضراء ، كالمطر بعد القحط والأمن بعد الخوف والصحة بعد المرض ونحو هذا مما لا ينحصر ، و " المكر " الاستهزاء والطعن عليها من الكفار ، واطراح الشكر والخوف من العصاة ، ووصف مكر الله بالسرعة وإن كان الاستدراج بمهلهم لأنه متيقن به واقع لا محالة ، وكل آت قريب ، قال أبو حاتم : قرأ الناس " أن رسُلنا " بضم السين ، وخفف السين الحسن وابن أبي إسحاق وأبو عمرو ، وقال أبو علي { أسرع } من سرع ولا يكون من أسرع يسرع ، قال ولو كان من أسرع لكان شاذاً . قال القاضي أبو محمد : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في نار جهنم " لهي أسود من القار " وما حفظ للنبي صلى الله عليه وسلم فليس بشاذ . وقرأ الحسن والأعرج ونافع وقتادة ومجاهد " تمكرون " بتاء على المخاطبة وهي قراءة أهل مكة وشبل وأبي عمرو وعيسى وطلحة وعاصم والأعمش والجحدري وأيوب بن المتوكل ، ورويت أيضر عن نافع والأعرج ، قال أبو حاتم : قال أيوب بن المتوكل : في مصحف أبيّ " يا أيها الناس إن الله أسرع مكراً وإن رسله لديكم يكتبون ما تمكرون " .