Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 28-30)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم والحسن وشيبة وغيرهم ، " نحشرهم " بالنون ، وقرأت فرقة : " يحشرهم " بالياء ، والضمير في " يحشرهم " عائد على جميع الناس محسنين ومسيئين ، و { مكانكم } نصب على تقدير لازموا مكانكم وذلك مقترن بحال شدة وخزي ، و { مكانكم } في هذا الموضع من أسماء الأفعال إذ معناه قفوا واسكنوا ، وهذا خبر من الله تعالى عن حالة تكون لعبدة الأوثان يوم القيامة يؤمرون بالإقامة في موقف الخزي مع أصنامهم ثم ينطق الله الأصمام بالتبري منهم . وقوله : { وشركاؤكم } ، أي الذين تزعمون أنتم أنهم شركاء لله ، فأضافهم إليهم لأن كونهم شركاء إنما هو بزعم هؤلاء ، وقوله { فزيلنا بينهم } معناه فرقنا في الحجة والمذهب وهو من زلت الشيء عن الشيء أزيله ، وهو تضعيف مبالغة لا تعدية ، وكون مصدر زيل تزييلاً ، يدل على أن زيل إنما هو فعل لا فيعل ، لأن مصدره كان يجيء على فيعلة ، وقرأت " فزايلنا " ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الكفار إذ رأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب قيل لهم اتبعوا ما كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد هؤلاء فتقول الأصنام : والله ما كنا نسمع ولا نعقل : { ما كنتم إيانا تعبدون } فيقولون والله لإياكم كنا نعبد فتقول الألهة { كفى بالله شهيداً } الآية . قال القاضي أبو محمد : وظاهر هذه الآية أن محاورتهم إنما هي مع الأصنام دون الملائكة وعيسى بن مريم بدليل القول لهم { مكانكم أنتم وشركاؤكم } ودون فرعون ومن عبد من الجن بدليل قولهم { إن كنا عن عبادتكم لغافلين } ، وهؤلاء لم يغفلوا قط عن عبادة من عبدهم ، و { أنتم } رفع بالابتداء والخبر موبخون أو مهانون ، ويجوز أن يكون { أنتم } تأكيداً للضمير الذي في الفعل المقدر الذي هو قفوا أو نحوه . و { شهيداً } نصب على التمييز ، وقيل على الحال ، " وإنْ " هذه عند سيبويه هي مخففة موجبة حرف ابتداء ولزمتها اللام فرقاً بينها وبين " إن " النافية ، وقال الفراء : " إن " بمعنى ما واللام بمعنى إلا ، و { هنالك } نصب على الظرف ، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر " تبلوا " بالباء بواحدة بمعنى اختبر ، وقرأ حمزة والكسائي " تتلوا " بالتاء بنقطتين من فوق بمعنى تتبع أي تطلب وتتبع ما أسلفت من أعمالها ، ويصح أن يكون بمعنى تقرأ كتبها التي ترفع إليها ، وقرأ يحيى بن وثاب " ورِدوا " بكسر الراء والجمهور " وردوا إلى الله " ، أي ردوا إلى عقاب مالكهم وشديد بأسه ، فهو مولاهم في الملك والإحاطة لا في الرحمة والنصر ونحوه .