Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 50-53)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى : قال يا أيها الكفرة المستعجلون عذاب الله عز وجل { أرأيتم إن أتاكم عذابه } ليلاً وقت المبيت ، يقال : بيت القوم القوم إذا طرقوهم ليلاً بحرب أو نحوها { أو نهاراً } لكم منه منعة أو به طاقة ؟ فماذا تستعجلون منه ، وأنتم لا قبل لكم به ؟ و " ما " ابتداء و " ذا " خبره ، ويصح أن تكون { ماذا } بمنزلة اسم واحد في موضع رفع بالابتداء وخبره الجملة التي بعده ، وضعف هذا أبو علي وقال : إنما يجوز ذلك على تقدير إضمار في { يستعجل } وحذفه كما قال [ أبو النجم ] : [ الرجز ] @ كله لم أصنع @@ وزيدت ضربت قال : ويصح أن تكون { ماذا } في حال نصب لـ { يستعجل } ، والضمير في { منه } يحتمل أن يعود على الله عز وجل ، ويحتمل أن يعود على " العذاب " وقوله { أثم إذا ما وقع } الآية ، عطف بقوله { ثم } جملة القول على ما تقدم ثم أدخل على الجميع ألف التقرير ، ومعنى الآية : إذا وقع العذاب وعاينتموه آمنتم به حينئذ ، وذلك غير نافعكم بل جوابكم الآن وقد كنتم تستعجلونه مكذبين به ، وقرأ طلحة بن مصرف " أثَم " بفتح الثاء ، وقال الطبري في قوله " ثُم " بضم الثاء ، معناه هنالك وقال : ليست " ثُم " هذه التي تأتي بمعنى العطف . قال القاضي أبو محمد : والمعنة صحيح على أنها " ثم " المعروفة ولكن إطباقه على لفظ التنزيل هو كما قلنا ، وما ادعاه الطبري غير معروف و { الآن } أصله عند بعض النحاة آن فعل ماض دخلت عليه الألف واللام على حدها في قوله : الحمار اليجدع ولم يتعرف بذلك كل التعريف ولكنها لفظة مضمنة معنى حرف التعريف ولذلك بنيت على الفتح لتضمنها معنى الحرف ولوقوعها موقع المبهم لأن معناها هذا الوقت ، وقرأ الأعمش وأبو عمرو وعاصم والجمهور { الآن } بالمد والاستفهام على حد التوبيخ ، وكذلك { الآن وقد عصيت } [ يونس : 91 ] وقرأها باستفهام بغير مد طلحة والأعرج . وقوله تعالى : { ثم قيل للذين ظلموا } الآية ، هو الوعيد الأعظم بالخلود لأهل الظلم الأخص الذي هو ظلم الكفر لا ظلم المعصية ، وقوله { هل تجزون } توقيف وتوبيخ ، ونصت هذه الآية على أن الجزاء في الآخرة ، هو على تكسب العبد ، وقوله { ويسألونك } معناه يستخبرونك ، وهي على هذا تتعدى إلى مفعولين : أحدهما الكاف ، والآخر في الابتداء والخبر ، وقيل هي بمعنى يستعلمونك ، فهي على هذا تحتاج إلى مفعولين ثلاثة : أحدها الكاف ، والابتداء والخبر يسد مسد المفعولين ، و { أحق هو } قيل الإشارة إلى الشرع والقرآن ، وقيل : إلى الوعيد وهو الأظهر ، وقرأ الأعمش " الحق هو " بمدة وبلام التعريف ، وقوله { إي } ، هي لفظة تتقدم القسم وهي بمعنى " نعم " ويجيء بعدها حرف القسم وقد لا يجيء ، تقول : { إي وربي } وإي ربي و { معجزين } معناه مفلتين ، وهذا الفعل أصله تعدية عجز لكن كثر فيه حذف المفعول حتى قالت العرب : أعجز فلان ، إذا ذهب في الأرض فلم يقدر عليه .