Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 104, Ayat: 1-9)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ويل } لفظ يجمع الشر والحزن ، وقيل { ويل } : واد في جهنم ، و " الهمزة " الذي يهمز الناس بلسانه أي يعيبهم ، ويغتابهم ، وقال ابن عباس : هو المشاء بالنميم . قال القاضي أبو محمد : ليس به لكنهما صفتان تتلازم ، قال الله تعالى : { هماز مشاء بنميم } [ القلم : 11 ] ، وقال مجاهد : " الهمزة " الذي يأكل لحوم الناس ، وقيل لأعرابي : أتهمز إسرائيل فقال : إني إذاً لرجل سوء ، حسب أنه يقال له أتقع في سبه ، و " اللمزة " قريب من المعنى في الهمزة ، قال الله تعالى : { ولا تلمزوا أنفسكم } [ الحجرات : 11 ] ، وقرأ ابن مسعود والأعمش والحسن : " ويل الهمزة اللمزة " ، وهذا البناء الذي هو فعلة يقتضي المبالغة في معناه ، قال أبو العالية والحسن : الهمز بالحضور واللمز بالمغيب ، وقال مقاتل ضد هذا ، وقال مرة : هما سواء ، وقال ابن أبي نجيح : الهمز باليد والعين : واللمز باللسان ، وقال تعالى : { ومنهم من يلمزك في الصدقات } [ التوبة : 58 ] وقيل نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريق وقيل في جميل بن عامر الجمحي ثم هي تتناول كل من اتصف بهذه الصفات ، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي والحسن وأبو جعفر : " جمّع " بشدة الميم ، والباقون بالتخفيف ، وقوله { وعدده } معناه : أحصاه وحافظ على عدده وأن لا ينتقص ، فمنعه من الخيرات ونفقة البر ، وقال مقاتل : المعنى استعده وذخره وقرأ الحسن : " وعدَدَه " بتخفيف الدالين ، فقيل المعنى جمع مالاً وعدداً من عشرة ، وقيل أراد عدداً مشدداً فحل التضعيف ، وهذا قلق ، وقوله : { يحسب أن ماله أخلده } معناه : يحسب أن ماله هو معنى حياته وقوامها ، وأنه حفظه مدة عمره ويحفظه ، ثم رد على هذه الحسبة وأخبر إخباراً مؤكداً أنه ينبذ { في الحطمة } أي التي تحطم ما فيها وتلتهبه ، وقرأ : " يحسَب " بفتح السين الأعرج وأبو جعفر وشيبة ، وقرأ ابن محيصن والحسن بخلاف عنه : " لينبذان " بنون مكسورة مشددة قبلها ألف ، يعني هو ماله ، وروي عنه ضم الذال على نبذ جماعة هو ماله وعدده ، أو يريد جماعة الهمزات ثم عظم شأنها وأخبر أنها { نار الله الموقدة } التي يبلغ إحراقها القلوب ولا يخمد ، والفؤاد القلب ، ويحتمل أن يكون المعنى أنها لا يتجاوزها أحد حتى تأخذه بواجب عقيدة قلبه ونيته فكأنها متطلعة على القلوب باطلاع الله تعالى إياها ، ثم أخبر بأنها عليهم موصدة ومعناه مطبقة أو مغلقة ، قال علي بن أبي طالب : أبواب النار بعضها فوق بعض ، وقوله تعالى : { في عمد } هو جمع عمود كأديم وأدم ، وهي عند سبيويه أسماء جمع لا جموع جارية على الفعل ، وقرأ ابن مسعود : " موصدة بعمد ممدّدة " ، وقال ابن زيد : المعنى في عمد حديد مغلولين بها والكل من نار ، وقال أبو صالح : هذه النار هي في قبورهم ، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي : " عُمُد " بضم العين والميم ، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتحهما ، وقرأ الجمهور : " ممددةٍ " بالخفض على نعت العمد ، وقرأ عاصم : " ممددة " بالرفع على اتباع { موصدة } . نجز تفسيرها بحمد الله .