Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 114, Ayat: 1-6)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الوسواس } اسم من أسماء الشيطان ، وهو أيضاً ما توسوس به شهوات النفس وتسوله ، وذلك هو الهواء الذي نهي المرء عن اتباعه وأمر بمعصيته " والغضب الذي وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرحه وتركه حين قال له رجل أوصني ، فقال : لا تغضب ، قال زدني : قال : لا تغضب " ، وقوله : { الخناس } معناه : على عقبه المستتر أحياناً وذلك في الشيطان متمكن إذا ذكر العبد وتعوذ وتذكر فأبصر كما قال تعالى : { إن الذين إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون } [ الأعراف : 201 ] ، وإذا فرضنا ذلك في الشهوات والغضب ونحوه فهو يخنس بتذكير النفس اللوامة بلمة الملك وبأن الحياء يردع والإيمان يردع بقوة فتخنس تلك العوارض المتحركة وتنقمع عند من أعين بتوفيق ، وقد اندرج هذان المعنيان من الوسواس في قوله تعالى : { من الجنة والناس } أي من الشياطين ونفس الإنسان ، ويظهر أيضاً أن يكون قوله : { والناس } ، يراد به من يوسوس بخدعه من البشر ، ويدعو إلى الباطل ، فهو في ذلك كالشيطان ، وكلهم قرأ { الناس } غير ممالة ، وروى الدوري عن الكسائي أنه أمال النون من { الناس } في حال الخفض ولا يميل في الرفع والنصب ، وقالت عائشة رضي الله عنها : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فهيما وقرأ : { قل هو الله أحد } [ الإخلاص : 1 ] والمعوذتين ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، فيبدأ برأسه ووجهه وما أقبل من جسده ، ففعل ذلك ثلاثاً " ، وقال قتادة رحمه الله : إن من الناس شياطين ومن الجن شياطين ، فتعوذوا بالله من شياطين الإنس والجن .