Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 49-52)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ المجرمين } هم الكفار ، و { مقرنين } مربوطين في قرن ، وهو الحبل الذي تشد به رؤوس الإبل والبقر ، ومنه قول الشاعر : [ البسيط ] . @ وابن اللبون إذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس @@ و { الأصفاد } الأغلال ، واحدها : صفد ، يقال : صفده وأصفده وصفده : إذا غلله ، والاسم : الصفاد ، ومنه قول سلامة بن جندل : [ الوافر ] @ وزيد الخيل قد لاقى صفاداً يعض بساعد وبعظم ساق @@ وكذلك يقال في العطاء ، و " الصفد " العطاء ، ومنه قول النابغة . @ فلم أعرض أبيت اللعن بالصفد @@ و " السرابيل " : القمص ، و " القطران " هو الذي تهنأ به الإبل ، وللنار فيه اشتعال شديد ، فلذلك جعل الله قمص أهل النار منه ، ويقال : " قَطِران " بفتح القاف وكسر الطاء ، ويقال : " قِطْران " بكسر القاف وسكون الطاء ، ويقال : " قَطْران " بفتح القاف وسكون الطاء . وقرأ عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب والحسن بخلاف ، وابن عباس وأبو هريرة وعلقمة وسنان بن سلمة وعكرمة وابن سيرين وابن جبير والكلبي وقتادة وعمرو بن عبيد " من قطر آن " و " القطر " : القصدير ، وقيل : النحاس . وروي عن عمر أنه قال : ليس بالقطران ولكنه النحاس يسر بلونه . و " آن " وهو الطائب الحار الذي قد تناهى حره ؛ قال الحسن : قد سعرت عليه جهنم منذ خلقت فتناهى حره . وقال ابن عباس المعنى : أنى أن يعذبوا به . وقرأ جمهور الناس " وجوهَهم " بالنصب ، " النارُ " بالرفع . وقرأ ابن مسعود " وجوهُهم " بالرفع . " النارَ " بالنصب . فالأولى على نحو قوله : { والليل إذا يغشى } [ الليل : 1 ] فهي حقيقة الغشيان ، والثانية على نحو قول الشاعر : [ الكامل ] @ يغشون حتى ما تهر كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل @@ فهي بتجوز في الغشيان ، كأن ورود الوجوه على النار غشيان . وقوله : { ليجزي } أي لكي يجزي ، واللام متعلقة بفعل مضمر ، تقديره : فعل هذا ، وأنفذ هذا العقاب على المجرمين ليكون في ذلك جزاء المسيء على إساءته . وجاء من لفظة الكسب بما يعم المسيء والمحسن ، لينبه على أن المحسن أيضاً يجازى بإحسانه خيراً . وقوله : { سريع الحساب } أي فاصله بين خلقه بالإحاطة التي له بدقيق أمرهم وجليلها . لا إله غيره ، وقيل لعلي بن أبي طالب : كيف يحاسب الله العباد في وقت واحد مع كثرتهم ؟ قال : كما يرزقهم في وقت واحد . وقوله : { هذا بلاغ للناس } الآية ، إشارة إلى القرآن والوعيد الذي يتضمنه ووصفه بالمصدر في قوله : { بلاغ } والمعنى : هذا بلاغ للناس وهو لينذروا به . وقرأ جمهور الناس " ولينذَروا " بالياء وفتح الذال على بناء الفعل للمفعول . وقرأ يحيى بن عمارة وأحمد بن يزيد بن أسيد : " ليَنذَروا به " بفتح الياء والذال كقول العرب : نذرت بالشيء إذا أشعرت وتحرزت منه وأعددت وروي أن قوله : { وليذكر أولو الألباب } نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه .