Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 31-32)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ جنات عدن } يحتمل أن يرتفع على خبر ابتداء مضمر بتقدير هي جنات عدن ، ويحتمل أن يرتفع بقوله { ولنعم دار المتقين } [ النحل : 30 ] { جنات عدن } ويحتمل أن يكون التقدير ، لهم جنات عدن ، ويحتمل أن يكون { جنات } مبتدأ وخبره { يدخلونها } ، وقرأ زيد بن ثابت وأبو عبد الرحمن " جناتِ " بالنصب ، وهذا نحو قولهم زيد ضربته ، وقرأ جمهور الناس " يدخلونها " ، وقرأ إسماعيل عن نافع " يُدخَلونها " بضم الياء وفتح الخاء ، ولا يصح هذا عن نافع ، ورويت عن أبي جعفر وشيبة بن نصاح ، وقوله { تجري من تحتها الأنهار } في موضع الحال وباقي الآية بين . وقرأ الجمهور " تتوفاهم " بالتاء ، وقرأ الأعمش " يتوفاهم " بالياء من تحت ، وفي مصحف ابن مسعود " توفاهم " بتاء واحدة في الموضعين ، و { طيبين } عبارة عن صلاح حالهم واستعدادهم للموت ، وهذا بخلاف ما قال في الكفرة { ظالمي أنفسهم } [ النحل : 28 ] ، والطيب الذي لا خبث معه ، ومنه قوله تعالى { طبتم فادخلوها خالدين } [ الزمر : 73 ] وقول الملائكة : { سلام عليكم } ، بشارة من الله تعالى ، وفي هذا المعنى أحاديث صحاح يطول ذكرها وقوله { بما كنتم تعملون } أي بما كان في أعمالكم من تكسبكم ، وهذا على التجوز ، علق دخولهم الجنة بأعمالهم من حيث جعل الأعمال أمارة لإدخال العبد الجنة ، ويعترض في هذا المعنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة أحد بعمله " قالوا : ولا أنت يا رسول الله ، قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل منه ورحمة " وهذه الآية ترد بالتأويل إلى معنى الحديث . قال القاضي أبو محمد : ومن الرحمة والتغمد ، أن يوفق الله العبد إلى أعمال برة ، ومقصد الحديث نفي وجوب ذلك على الله تعالى بالعقل ، كما ذهب إليه فريق من المعتزلة .