Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 40-44)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا الترجي بـ " عسى " يحتمل أن يريد به في الدنيا ، ويحتمل أن يريد به في الآخرة ، وتمني ذلك في الآخرة أشرف مقطعاً ، وأذهب مع الخير والصلاح ، وأن يكون ذلك يراد به الدنيا أذهب في نكاية المخاطب ، وأشد إيلاماً لنفسه ، و " الحسبان " العذاب كالبرد والصر ونحوه ، واحد الحسبان : حسبانة ، وهي المرامي من هذه الأنواع المذكورة ، وهي أيضاً سهام ترمى دفعة بآلة لذلك ، و " الصعيد " وجه الأرض و " الزلق " الذي لا تثبت فيه قدم ، يعني أنه تذهب أشجاره ونباته ، ويبقى أرضاً قد ذهبت منافعها ، حتى منفعة المشي فيها ، فهي وحل لا تنبت ولا تثبت فيه قدم ، و " الغور " مصدر يوصف به الماء المفرد والمياه الكثيرة ، كقولك رجل عدلٍ وامرأة عدل ونحوه ، ومعناه ذاهباً في الأرض لا يستطاع تناوله وقرأت فرقة " غَوراً " ، وقرأ فرقة " غُوراً " ، بضم الغين ، وقرأت فرقة " غُؤراً " ، بضم الغين وهمز الواو ، و " غور " مثل نوح ، يوصف به الواحد والجمع المذكر والمؤنث ، ومنه قول الشاعر : [ الوافر ] @ تظل جيادها نوحاً عليه مقلدة أعنتها صفونا @@ وهذا كثير ، وباقي الآية بين ، وقوله تعالى { وأحيط بثمره } الآية ، هذا خبر من الله عن إحاطة العذاب بحال هذا المثل به ، وقد تقدم القول في الثمر ، غير أن الإحاطة كناية عن عموم العذاب والفساد ، و { يقلب كفيه } يريد يضع بطن إحداهما على ظهر الأخرى ، وذلك فعل المتلهف المتأسف على فائت وخسارة ونحوها ، ومن عبر بيصفق فلم يتقن ، وقوله { خاوية على عروشها } يريد أن السقوف وقعت ، وهي العروش ، ثم تهدمت الحيطان عليها ، فهي خاوية ، والحيطان على العروش { ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً } قال بعض المفسرين : هي حكاية عن قول الكافر هذه المقالة في الآخرة ، ويحتمل أن يريد أنه قالها في الدنيا على جهة التوبة بعد حلول المصيبة ويكون فيها زجر للكفرة من قريش أو غيرهم ، لئلا تجيء لهم حال يؤمنون فيها بعد نقم تحل بهم ، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأبو عمرو والحسن وأبو جعفر وشيبة : " ولم تكن " بالتاء على لفظة الفئة ، وقرأ حمزة والكسائي ومجاهد وابن وثاب " ولم يكن " بالياء على المعنى ، " الفئة " الجماعة التي يلجأ إلى نصرها ، قال مجاهد هي العشيرة . قال القاضي أبو محمد : وهي عندي من فاء يفيء وزنها فئة ، حذفت العين تخفيفاً ، وقد قال أبو علي وغيره : هي من فاوت وليست من فاء ، وهذا الذي قالوه أدخل في التصريف ، والأول أحكم في المعنى ، وقرأ ابن أبي عبلة : " فئة تنصره " ، وقوله { هنالك } يحتمل أن يكون ظرفاً لقوله { منتصراً } ويحتمل أن تكون { الولاية } مبتدأ ، و { هنالك } خبره ، وقرأ حمزة والكسائي والأعمش ويحيى بن وثاب " الوِلاية " بكسر الواو ، وهي بمعنى الرياسة والزعامة ونحوه ، وقرأ الباقون " الوَلاية " بفتح الواو وهي بمعنى الموالاة والصلة ونحوه ، ويحكى عن أبي عمرو والأصمعي أن كسر الواو هنا لحن ، لأن فعالة ، إنما تجيء فيما كان صنعة أو معنى متقلداً ، وليس هنا تولي أمر الموالاة ، وقرأ أبو عمرو والكسائي " الحق " بالرفع على جهة النعت لـ { الولاية } ، وقرأ الباقون " الحقِّ " بالخفض على النعت { لله } عز وجل ، وقرأ أبو حيوة " لله الحقَّ " بالنصب وقرأ الجمهور " عُقُباً " بضم العين والقاف وقرأ عاصم وحمزة والحسن " عُقْباً " بضم العين وسكون القاف وتنوين الباء ، وقرأ عاصم أيضاً " عقبى " بياء التأنيث ، والعُقُب والعُقْب بمعنى العاقبة .