Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 59-63)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
" الخَلف " بفتح اللام القرن يأتي بعد آخر يمضي ، والابن بعد الأب ، وقد يستعمل في سائر الأمور . " والخلْف " بسكون اللام مستعمل إذا كان الآتي مذموماً هذا مشهور كلام العرب وقد ذكر عن بعضهم أن الخلَف والخلْف بمعنى واحد وحجة ذلك قول الشاعر : @ لنا القدم الأولى إليك وخلفنا لأولنا في طاعة الله تابع @@ وقرأ الجمهور " الصلاة " بالإفراد ، وقرأ الحسن " أضاعوا الصلوات " بالجمع ، وكذلك في مصحف ابن مسعود ، والمراد بـ " الخلف " من كفر أو عصى بعد من بني إسرائيل ، وقال مجاهد : المراد النصارى خلفوا بعد اليهود وقال محمد بن كعب ومجاهد وعطاء : هم قوم من أمة محمد آخر الزمان ، أي يكون في هذه الامة من هذه صفته لا أنهم المراد بهذه الآية ، وروى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " كان الخلف بعد ستين سنة " وهذا عرف إلى يوم القيامة وتتجدد أيضاً المبادئ ، واختلف الناس في " إضاعة الصلاة " منهم ، فقال محمد بن كعب القرظي وغيره : " كانت اضاعة كفر وجحد بها " . وقال القاسم بن مخيمرة وعبدالله بن مسعود : " كانت اضاعة أوقاتها والمحافظة على أوانها " وذكره الطبري عن عمر ين عبدالعزيز رضي الله عنه في حديث طويل . و { الشهوات } عموم وكل ما ذكر من ذلك فمثال ، و " الغي " الخسران والحصول في الورطات ومنه قول الشاعر : [ الطويل ] @ فمن يلق خيراً يحمد الناس أمره ومن يغو لا يعدم على الغي لائما @@ وبه فسر ابن زيد هذه الآية ، وقد يكون " الغي " أيضاً بمعنى الضلال فيكون على هذا هنا حذف مضاف تقديره " يلقون جزاء الغي " وبهذا فسر الزجاج . وقال عبدالله بن عمرو وابن مسعود " غي " واد في جهنم وبه وقع التوعد في هذه الآية ، وقيل " غي وآثام ، نيران في جهنم " رواه أبو أمامة الباهلي عن النبي عليه السلام . وقوله { إلا من تاب } استثناء يحتمل الاتصال والانقطاع ، وقوله { وآمن } يقتضي أن الإضافة أولاً هي إضاعة كفر هذا مع اتصال الاستثناء ، وعليه فسر الطبري . وقرأ الجمهور " يُدخَلون " بضم الياء وفتح الخاء ، وقرأ الحسن كل ما في القرآن " يَدخُلون " بفتح الياء وضم الخاء ، وقوله { جنات عدن } ، وقرأ جمهور الناس " جناتِ عدن " بنصب الجنات على البدل من قوله { يدخلون الجنة } ، وقرأ الحسن وعيسى بن عمر وأبو حيوة " جناتُ " برفعها على تقدير تلك الجنات ، وقرأ علي بن صالح " جنةَ " على الإفراد والنصب وكذلك في مصحف ابن مسعود وقرأها الأعمش ، و " العدن " الإقامة المستمرة ، قوله { بالغيب } أي أخبرهم من ذلك بما غاب عنهم ، وفي هذا مدح لهم عن سرعة إيمانهم وبدراهم إذ لم يعاينوا . و " المأتي " مفعول على بابه ، والآتي هو الإنجاز والفعل الذي تضمنه الوعد ، وكان إيتانه إنما يقصد به " الوعد " الذي تقدمه . وقالت جماعة من المفسرين : هو مفعول في اللفظ بمعنى فاعل بمعنى آت وهذا بعيد ، والنظر الأول أصوب ، و " اللغو " الساقط من القول ، وهو أنواع مختلفة كلها ليست في الجنة ، وقوله { إلا سلاماً } ، استثناء منقطع ، المعنى لكن يسمعون كلاماً هو تحية الملائكة لهم في كل الأوقات . وقوله { بكرة وعشياً } ، يريد في التقدير أي يأتيهم طعامهم مرتين في مقدار اليوم والليلة من الزمن ، ويروى أن أهل الجنة تنسد لهم الأبواب بقدر الليل في الدنيا فهم يعرفون البكرة عند انفتاحها والعشي عند انسدادها ، وقال مجاهد : ليس بكرة ولا عشياً لكن يؤتى به على قدر ما كانوا يشتهون في الدنيا ، وقد ذكر نحوه قتادة ، أن تكون مخاطبة بما تعرفه العرب وتستغربه في رفاهة العيش ، وجعل ذلك عبارة عن أن رزقهم يأتي على أكمل وجوهه . وقال الحسن : خوطبوا على ما كانت العرب تعلم من أفضل العيش وذلك أن كثيراً من العرب إنما كان يجد الطعام المرة في اليوم وهي غايته ، وكان عيش أكثرهم من شجر البرية ومن الحيوان ونحوه ألا ترى قول الشاعر : [ المنسرح ] @ عصرته نطفة تضمنها لصب توقى مواقع السبل أو وجبة من جناة أشكله إن لم يزغها بالقوس لم تنلِ @@ الوجبة الأكلة في اليوم . وقرأ الجمهور " نوْرث " بسكون الواو ، وقرألأعمش " نورثها " وقرأ الحسن والأعرج وقتادة " نوَرّث " بفتح الواو وشد الراء .