Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 98-102)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذه مخاطبة من موسى عليه السلام لجميع بني إسرائيل مبيناً لهم ، وقوله تعالى : { وسع كل شيء علماً } بمعنى وسع علمه كل شيء . و { علماً } تمييز ، وهذا كقوله تفقأت شحماً وتصببت عرقاً ، والمصدر في الأصل فاعل ولكن يسند الفعل إلى غيره وينصب هو على التمييز ، وقرأ مجاهد وقتادة " وسَّع كل شيء " بفتح السين وشدها بمعنى خلق الأشياء وكثرها بالاختراع فوسعها موجودات ، وقوله تعالى : { كذلك نقص } مخاطبة لمحمد صلى الله عليه وسلم ، أي كما قصصنا عليك نبأ بني إسرائيل هذا في خبر العجل { كذلك نقص عليك } فكأنه قال هكذا نقص عليك فكأنها تعديد نعمته ، وقوله { ما قد سبق } يريد به ما قد سبق مدة محمد صلى الله عليه وسلم ، و " الذكر " القرآن ، وقرأت فرقة " يحمَّل " بفتح الميم وشدها . وقوله { من أعرض عنه } يريد بالكفر به والتكذيب له ، و " الوزر " الثقل وهو هاهنا ثقل العذاب بدليل قوله تعالى : { خالدين فيه } و { حملاً } تمييز ، و { يوم } ظرف ، و { يوم } الثاني بدل منه وقرأ الجمهور " يُنفخ " بضم الياء وبناء الفعل للمفعول ، وقرأت فرقة " يَنفخ " بفتح الياء وبناء الفعل للفاعل ، أي ينفخ الملك . وقرأ أبو عمرو وحده " ننفخ " بالنون أي بأمرنا وهذه القراءة تناسب قوله { ونحشر } . وقرأ الجمهور " في الصور " بسكون الواو ، ومذهب الجمهور أنه القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل وبهذا جاءت الأحاديث ، وقالت فرقة " الصوَر " جمع صورة كثمرة وثمر . وقرأ ابن عياض " ينفخ في الصوَر " بفتح الواو وهذه صريحة في بعث الأجساد من القبور ، وقرأت فرقة هي الجمهور ، " ونحشر " بالنون ، وقرأت فرقة " ويحشر " بالياء ، وقرأت فرقة " ويُحشر " بضم الياء " المجرمون " على المفعول الذي لم يسم فاعله ، وهي قراءة مخالفة لخط المصحف وقوله : { زرقاً } اختلف الناس في معناه ، فقالت فرقة يحشرهم أول قيامهم سود الألوان زرق العيون تشويه ما ثم يعمون بعد ذلك وهي مواطن ، وقالت فرقة إنهم يحشرون عطاشاً والعطش الشديد يرد سواد العين إلى البياض فكأنهم بيض سواد عيونهم من شدة العطش ، وقالت فرقة أراد زرق الألوان وهي غاية في التشويه لأنهم يجيئون كلون الرماد ، ومهيع كلام العرب أن يسمى هذا اللون أزرق ومنه زرقة الماء قال الشاعر : [ زهير بن أبي سلمى ] [ الطويل ] @ فلما وردن الماء زرقاً جمامه وضعن عصي الحاضر المتخيم @@ ومنه قولهم سنان أزرق لأنه نحو ذلك اللون .