Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 29-30)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى من يقل منهم كذا أن لو قاله وليس منهم من قال هذا ، وقال بعض المفسرين المراد بقوله { ومن يقل } الاية ، إبليس . قال القاضي أبو محمد : هذا ضعيف لأن إبليس لم يرو قط أنه ادعى ربوبية ، وقرأ الجمهور " نَجزيه " بفتح النون ، وقرأ أبو عبدالرحمن عبدالله بن يزيد " نُجزيه " بضم النون والهاء ووجهها أن المعنى نجعلها تكتفي به من قولك أجزاني الشيء ثم خففت الهمزة ياء . وقوله تعالى : { كذلك } أي كجزائنا هذا القائل جزاؤنا الظالمين ، ثم وقفهم على عبرة دالة على وحدانية الله جلت قدرته ، و " الرتق " الملتصق بعضه ببعض المبهم الذي لا صدع ولا فتح ومنه امرأة رتقاء ، واختلف المفسرون في معنى قوله تعالى : { كانتا رتقاً ففتقناهما } فقالت فرقة كانت السماء ملتصقة بعضها ببعض والأرضون كذلك ففتقهما الله تعالى سبعاً سبعاً ، وعلى هذين القولين فـ " الرؤية " الموقف عليها رؤية القلب ، وقالت فرقة السماء قبل المطر رتق والأرض قبل النبات رتق ففتقهما تعالى بالمطر والنبات ، كما قال الله تعالى { والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع } [ الطارق : 11 - 12 ] وهذا قول حسن يجمع العبرة وتعديد النعمة والحجة بمحسوس بين ويناسب قوله { وجعلنا من الماء كل شيء حي } أي من الماء الذي أوجده الفتق فيظهر معنى الآية ويتوجه الاعتبار ، وقالت فرقة السماء والأرض رتق بالظلمة وفتقهما الله تعالى بالضوء ع و " الرؤية " على هذين القولين رؤية العين ، و { الأرض } هنا اسم الجنس فهي جمع ، وقرأ الجمهور " رتْقاً " بسكون التاء ، والرتق مصدر وصف به كالزور والعدل ، وقرأ الحسن والثقفي وأبو حيوة " كانتا رتقاً " بفتح التاء وهو اسم المرتوق كالنفض والنفض والخبط والخبط وقال كانتا من حيث هما نوعان ونحوه قول عمرو بن شيم . ألم يحزنك أن جبال قيس وتغلب قد تباينتا انقطاعاً . وقوله { كانتا } في القولين الأولين بمنزلة قولك كان زيد حياً ، أي لم يكن ، وفي القولين الآخرين بمنزلة قولك كان زيداً عالماً أي وهو كذلك ، وقرأ ابن كثير وحده " ألم ير " بإسقاط الواو . وقوله { وجعلنا من الماء كل شيء حي } بين أنه ليس على عموم فإن الملائكة والجن قد خرجوا عن ذلك ، ولكن الوجه أن يحمل على أعم ما يمكن فالحيوان أجمع والنبات على أن الحياة فيه مستعارة داخل في هذا ، وقالت فرقة المراد بـ { الماء } المني في جميع الحيوان ، ثم وقفهم على ترك الإيمان توبيخاً وتقريعاً .