Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 40-44)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن عباس وابن جريج والجماعة الإشارة إلى مدينة قوم لوط وهي سدوم بالشام ، و { مطر السوء } حجارة السجيل ، وقرأ أبو السمال " السُّوء " بضم السين المشددة ، ثم وقفهم على إعراضهم وتعرضهم لسخط الله بعد رؤيتهم العبرة من تلك القرية ، ثم حكم عليهم أنهم إذا رأوا محمداً صلى الله عليه وسلم استهزؤوا به واستحقروه وأبعدوا أن يبعثه الله رسولاً ، فقالوا على جهة الاستهزاء { أهذا الذي بعث الله رسولاً } وفي { بعث } ضمير يعود على الذي حذف اختصاراً وحسن ذلك في الصلة ، ثم أنس النبي صلى الله عليه وسلم عن كفرهم بقوله { أرأيت من اتخذ إلهه هواه } الآية ، والمعنى لا تتأسف عليهم ودعهم لرأيهم ولا تحسب أنهم على ما يجب من التحصيل والعقل بل هم كالأنعام في الجهل بالمنافع وقلة التحسس للعواقب ، ثم حكم بأنهم { أضل سبيلاً } من حيث لهم الفهم وتركوه ، و { الأنعام } لا سبيل لهم إلى فهم المصالح ، ومن حيث جهالة هؤلاء وضلالتهم في أمر أخطر من الأمر الذي فيه جهالة الأنعام ، وقوله { اتخذ إلهه هواه } معناه جعل هواه مطاعاً فصار كالإله والهوى قائد إلى كل فساد لأن النفس أمارة بالسوء وإنما الصلاح إذ ائتمرت للعقل ، وقال ابن عباس الهوى الإله يعبد من دون الله ذكره الثعلبي ، وقيل الإشارة بقوله { إلهه هواه } إلى ما كانوا عليه من أنهم كانوا يعبدون حجراً فإذا وجدوا أحسن منه طرحوا الأول وعبدوا الثاني الذي وقع هواهم عليه ، قال أبو حاتم وروي عن رجل من أهل المدينه قال ابن جني هو الأعرج { إلهه هواه } والمعنى اتخذ شمساً يستضيء بها هواه إذا الشمس يقال لها إلهة وتصرف ولا تصرف ، و " الوكيل " القائم على الأمر الناهض به .