Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 105-122)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أسند { كذبت } إلى " القوم " وفيه علامة التأنيث من حيث القوم في معنى الأمة والجماعة ، وقوله { المرسلين } من حيث من كذب نبياً واحداً ، كذب جميع الأنبياء إذ قولهم واحد ودعوتهم سواء ، وقوله { أخوهم } يريد في النسب والمنشأ لا في الدين ، و { أمين } معناه على وحي الله ورسالته ، وقرأ ابن كثير وعاصم " أجري " ساكنة الياء ، وقرأ نافع وأبو جعفر وشيبة بفتح الياء في كل القرآن ، ثم رد عليهم الأمر بالتقوى والدعاء إلى طاعته تحذيراً ونذارة وحرصاً عليهم فذهب أشرافهم إلى استنقاص أتباعه بسبب صغار الناس الذين اتبعوه وضعفائهم ، وهذا كفعل قريش في شأن عمار بن ياسر وصهيب وغيرهما ، وقال بعض الناس { الأرذلون } الحاكة ، والحجامون والأساكفة ، وفي هذا عندي على جهة المثال أي أهل الصنائع الخسيسة لا أن هذه الصنائع المذكورة خصت بهذا ، و { الأرذلون } جمع الأرذل ولا يستعمل إلا معرفاً أو مضافاً أو بـ " من " . قال القاضي أبو محمد : ويظهر من الآية أن مراد { قوم نوح } بنسبة الرذيلة إلى المؤمنين تهجين أفعالهم لا النظر في صنائعهم ، يدل على ذلك قول نوح { ما علمي } الآية ، لأن معنى كلامه ليس في نظري وعلمي بأعمالهم ومعتقداتهم فائدة إنما أقنع بظاهرهم وأجتزىء به ، ثم حسابهم على الله تعالى ، وهذا نحو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أقاتل الناس " الحديث بجملته ، وقرأ جمهور الناس " واتبعك " على الفعل الماضي ، وقرأ ابن السميفع اليماني وسعيد ابن أسعد الأنصاري " وأتباعك " على الجمع ، ونسبها أبو الفتح إلى ابن مسعود والضحاك وطلحة ، قال أبو عمرو وهي قراءة ابن عباس والأعمش وأبي حيوة ، وقرأ عيسى بن عمر الهمذاني " لو يشعرون " بالياء من تحت ، وإعراب قوله " وأتباعك " إما جملة في موضع الحال وإما عطف على الضمير المرفوع وحسن لك الفصل بقوله { لك } ، وقولهم { من المرجومين } ، يحتمل أن يريدوا بالحجارة ، ويحتمل أن يريدوا بالقول والشتم ونحوه ، وهو شبيه برجم الحجارة ، وهو من الرجم بالغيب والظن ونحو ذلك ، وقوله { افتح } معناه احكم ، والفتاح القاضي بلغة يمنية ، و { الفلك } السفينة وجمعها فلك أيضاً ، وقد تقدم بسط القول في هذا الجمع في سورة الأعراف ، و { المشحون } معناه المملوء بما ينبغي له من قدر ما يحمل ، وباقي الآية بين .