Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 35-37)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

روي أن بلقيس قالت لقومها إني أجرب هذا الرجل { بهدية } أعطيه فيها نفائس الأموال وأغرب عليه بأمور المملكة ، فإن كان ملكاً دنياوياً أرضاه المال فعملنا معه بحسب ذلك ، وإن كان نبياً لم يرضه المال ولازمنا في أمر الدين فينبغي أن نؤمن به ونتبعه على دينه ، فبعثت إليه { بهدية } عظيمة أكثر بعض الناس في تفصيلها فرأيت اختصار ذلك لعدم صحته ، واختبرت علمه فيما روي بأن بعثت إليه قدحاً فقالت املأه لي ماء ليس من الأرض ولا من السماء ، وبعثت إليه درة فيها ثقب محلزق وقالت يدخل سلكها دون أن يقربها إنس ولا جان ، وبعثت أخرى غير مثقوبة وقالت يثقب هذه غير الإنس والجن ، فملأ سليمان القدح من عرق الخيل ، وأدخلت السلك دودة . وثقبت الدرة أرضة ماء ، وراجع سليمان مع رد الهدية بما في الآية وعبر عن " المرسلين بـ { جاء } وبقوله { ارجع } لما أراد به الرسول الذي يقع على الجمع والإفراد والتأنيث والتذكير ، وقرأ ابن مسعود " فلما جاؤوا سليمان " وقرأ " ارجعوا " ، ووعيد سليمان لهم مقترن بدوامهم على كفرهم ، وذكر مجاهد أنها بعثت في هديتها بعدد كثير من العبيد بين غلام وجارية وجعلت زيهم واحداً وجربته في التفريق بينهم . قال القاضي أبو محمد : وليس هذا بتجربة في مثل هذا الأمر الخطير ، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو " أتمدونني " بنونين وياء في الوصل ، وقرأ ابن عامر وعاصم والكسائي " أتمدونن " بغير ياء في وقف ووصل ، وقرأ حمزة " أتمدونّي " بشد النون وإثبات الياء ، وقرأ عاصم " فما آتانِ الله " بكسر النون دون ياء ، وقرأ فرقة " آتاني " بياء ساكنة ، وقرأ أبو عمرو ونافع " آتانيَ " بياء مفتوحة ، ثم توعدهم بالجنود والغلبة والإخراج أذلاء والمعنى إن لم يسلموا ، وقرأ عبد الله " لا قبل لهم بهم " على جمع ضمير الجنود . و { لا قبل } معناه لا طاقة ولا مقاومة .