Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 1-4)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تقدم القول في الحروف التي في أوائل السور بما أغنى عن الإعادة ، فمن قال إن هذه الحروف من أسماء الله تعالى قال إن الطاء من الطول الذي لله تعالى والسين من السلام والميم من المنعم أو الرحيم ونحو هذا ، وقوله تعالى : { تلك } يتقدر موضعها بحسب كل قول من الأقوال في الحروف ، فمن جعل { طسم } مثالاً لحروف المعجم جاءت الإشارة بـ { تلك } إلى حروف المعجم ، ومن قطعها قال { تلك } في موضع هذه ، وساغ هذا من حيث لم تكن حاضرة عتيدة بل هي أقوال ينقضي بعضها شيئاً فشيئاً فسائغ أن يقال في الإشارة إليها { تلك } . قال القاضي أبو محمد : والأصل أن { تلك } إشارة إلى ما غاب و " هذه " إشارة إلى ما حضر ، وقد تتداخل متى كان في الغيبة حصول وثقة به تقوم مقام الحضور - ومتى كان في الحضور بعدما يقوم مقام الغيبة فمن ذلك قوله تعالى { وما تلك بيمينك يا موسى } [ طه : 17 ] لما كان موسى لا يرى ربه تعالى ، فهو وعصاه في منزل غيب ، فساغ ذلك ، ومن النقيض قول المؤلف لكتاب ونحوه هذا كتاب وما جرى هذا المجرى فتتبعه فهو كثير فيشبه في آياتنا هذه أن تكون { تلك } بمنزلة هذه { آيات الكتاب المبين } ، ويشبه أن تكون متمكنة من حيث الآيات كلها وقت هذه المخاطبة لم تكن عتيدة ، و { نتلو } معناه نقص ونتابع القصص ، وخص تعالى بقوله { لقوم يؤمنون } من حيث هم المنتفعون بذلك دون غيرهم فخصوا تشريفاً ، و { علا في الأرض } من علو الطغيان والتغلب ، وقوله { في الأرض } يريد في أرض مصر وموضع ملكه ، ومتى جاءت { الأرض } هكذا عامة فإنما يراد بها الأرض التي تشبه قصة القول المسوق لأن الأشياء التي تعم الأرض كلها قليلة والأكثر ما ذكرناه ، و " الشيع " الفرق ، وكان هذا الفعل من فرعون بأن جعل القبط ملوكاً مستخدِمين ، وجعل بني إسرائيل عبيداً مستخدَمين ، وهم كانوا الطائفة المستضعفة ، و { يذبح } مضعف للمبالغة والعبارة عن تكرار الفعل ، وقال قتادة كان هذا الفعل من فرعون بأنه قال له كهنته وعلماؤه إن غلاماً لبني إسرائيل يفسد ملكك ، وقال السدي : رأى في ذلك رؤيا - فأخذ بني إسرائيل يذبح الأطفال سنين فرأى أنه يقطع نسلهم ، فعاد يذبح عاماً ويستحيي عاماً ، فولد هارون في عام الاستحياء وولد موسى في عام الذبح ، وقرأ جمهور القراء " يُذبح " بضم الياء وكسر الباء على التكثير ، وقرأ أبو حيوة ، وابن محيصن بفتح الياء وسكون الذال ، قال وهب بن منبه : بلغني أن فرعون ذبح في هذه المحاولة سبعين ألفاً من الأطفال ، وقال النقاش ، جميع ما قتل ستة عشر طفلاً . قال الفقيه الإمام القاضي : طمع بجهله أن يرد القدر وأين هذا المنزع من قول النبي عليه السلام " فلن تقدر عليه " يعني ابن صياد ، وباقي الآية بين .