Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 56-58)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أجمع جل المفسرين على أن قوله تعالى { إنك لا تهدي من أحببت } إنما نزلت في شأن أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال أبو هريرة وابن المسيب وغيرهما : إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه وهو يجود بنفسه فقال له : " أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله " ، وكان بحضرته عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل بن هشام فقالا له : أترغب عن ملة عبد المطلب يا أبا طالب ؟ فقال أبو طالب : يا محمد لولا أني أخاف أن يعير بها ولدي من بعدي لأقررت بها عينك ، ثم قال أبو طالب : أنا على ملة عبد المطلب والأشياخ ، فتفجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج عنه فمات أبو طالب على كفره فنزلت هذه الآية ، قال أبو روق : قوله تعالى : { ولكن الله يهدي من يشاء } ، إشارة إلى العباس ، والضمير في قوله { وقالوا } لقريش ، قال ابن عباس والمتكلم بذلك فيهم الحارث بن نوفل وقصد الإخبار بأن العرب تنكر عليهم رفض الأوثان وفراق حكم الجاهلية فتخطفهم من أرضهم ، وقوله و { الهدى } معناه على زعمك ، وحكى الثعلبي أنه قال له إنا لنعلم أن الذي تقول حق ولكن إن اتبعناك تخطفنا العرب فقطعهم الله تعالى بالحجة ، أي أليس كون الحرم لكم مما يسرناه وكففنا عنكم الأيدي فيه فكيف بكم لو أسلمتم واتبعتم ديني وشرعي ، وروي عن أبي عمرو " نتخطفُ " بضم الفاء ، و " أمن الحرم " هو أن لا يغزى ولا يؤذى فيه أحد ، وقوله تعالى { يجبى إليه ثمرات كل شيء } أي تجمع وتجلب ، وقرأ نافع وحده " تجبى " بالتاء من فوق ، وقرأ الباقون " يجبى " بياء من تحت ، ورويت التاء من فوق عن أبي عمرو وأبي جعفر وشيبة بن نصّاح ، وقوله تعالى : { كل شيء } ، يريد مما به صلاح حالهم وقوام أمرهم ، وليس العموم فيه على الإطلاق ، وقرأ أبان بن تغلب " ثُمُرات " بضم الثاء والميم ، ثم توعد تعالى قريشاً بضرب المثل بالقرى المهلكة ، أي فلا تغتروا بالحرم والأمن والثمرات التي تجبى ، فإن الله تعالى يهلك الكفرة على ما سلف في الأمم ، و { بطرت } معناه سفهت وأشرت وطغت قاله ابن زيد وغيره ، و { معيشتها } نصب على التفسير مثل قوله { سفه نفسه } [ البقرة : 130 ] وقال الأخفش هو إسقاط حرف الجر أي { بطرت } في { معيشتها } ثم أحالهم على الاعتبار في خراب ديار الأمم المهلكة كحجر ثمود وغيره وباقي الآية بين .