Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 53-55)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { ويستعجلونك بالعذاب } يراد به كفار قريش في قولهم ائتنا بما تعدنا ، وغير ذلك من استدعائهم على جهة التعجيز والتكذيب عذاب الله الذي يتوعدهم محمد صلى الله عليه وسلم به ، ثم أخبر تعالى أنه يأتيهم { بغتة } أي فجأة وهذا هو عذاب الدنيا وهو الذي ظهر يوم بدر في السنين السبع . ثم ذكر تعالى أن تأخره إنما هو حسب الأجل المقدور السابق ، وقال المفسرون عن الضحاك : أن " الأجل المسمى " في هذه الآية الآجال … قال الفقيه الإمام القاضي : وهذا ضعيف يرده النظر ، والآجال لا محالة { أجل مسمى } ولكن ليس هذا موضعها ، ثم توعدهم تبارك وتعالى بعد عذاب الآخرة في قوله { يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين } ، كرر فعلهم وقبحه ، وأخبر أن وراءهم إحاطة جهنم بهم وقال عكرمة فيما حكى الطبري إن { جهنم } ها هنا أراد بها البحر . قال الفقيه الإمام القاضي : وهذا ضعيف ، وقوله تعالى : { يوم يغشاهم } ظرف يعمل فيه قوله { محيطة } ، و { يغشاهم } معناه يغطيهم من كل جهة من جهاتهم ، وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي " ويقول " أي ويقول الله ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر " ونقول " بالنون ، فإما أن تكون نون العظمة أو نون جماعة الملائكة ، وقرأ ابن مسعود " ويقال " بياء وألف وهي قراءة ابن أبي عبلة ، وقوله تعالى : { ذوقوا } توبيخ ، وتشبيه مس العذاب بالذوق ، ومنه قوله { ذق إنك أنت العزيز الكريم } [ الدخان : 49 ] ، ومنه قول أبي سفيان : ذق عقق ونحو هذا كثير ، وقوله تعالى : { ما كنتم تعملون } أي بما في أعمالكم من اكتسابكم .