Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 7-11)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا دليل على كفر الذي نزلت فيه هذه الآية التي قبلها ، و " الوقر " في الأذن الثقل الذي يعسر إدراك المسموعات ، وجاءت البشارة بالعذاب من حيث قيدت ونص عليها ، ولما ذكر عز وجل حال هؤلاء الكفرة وتوعدهم بالنار على أفعالهم ، عقب بذكر المؤمنين وما وعدهم به من { جنات النعيم } ليبين الفرق ، و { وعدَ الله } منصوب على المصدر ، و { حقاً } مصدر مؤكد ، وقوله تعالى : { بغير عمد ترونها } يحتمل أن يعود الضمير على { السماوات } فيكون المعنى أن السماء بغير عمد وأنها ترى كذلك ، وهذا قول الحسن والناس ، و { ترونها } على هذا القول في موضع نصب على الحال ، ويحتمل أن يعود الضمير على " العمد " فيكون { ترونها } صفة للعمد في موضع خفض ، ويكون المعنى أن السماء لها عمد لكن غير مرئية قاله مجاهد ونحا إليه ابن عباس ، والمعنى الأول أصح والجمهور عليه ، ويجوز أن تكون { ترونها } في موضع رفع على القطع ولا عمد ثم ، و " الرواسي " هي الجبال التي رست أي ثبتت في الأرض ، وقوله : { أن تميد } بمعنى لئلا تميد ، والميد التحرك يمنة ويسرة وما قرب من ذلك ، وقوله تعالى : { من كل زوج } أي من كل نوع ، و " الزوج " في النوع والصنف وليس بالذي هو ضد الفرد ، وقوله تعالى : { كريم } يحتمل أن يريد مدحه من جهة إتقان صنعه وظهور حسن الرتبة والتحكيم للصنع فيه فيعم حينئذ جميع الأنواع لأن هذا المعنى في كلها ، ويحتمل أن يريد مدحه بكرم جوهره وحسن منظره ومما تقضي له النفوس بأنه أفضل من سواه حتى يستحق الكرم ، فتكون الأزواج على هذا مخصوصة في نفائس الأشياء ومستحسناتها ، ولما كان عظم الموجودات كذلك خصص الحجة بها . وقوله : { أنبتنا } يعم جميع أنواع الحيوان وأنواع النبات والمعادن ، ثم وقف تعالى الكفار على جهة التوبيخ وإظهار الحجة على أن هذه الأشياء هي مخلوقات الله تعالى ، ثم سألهم أن يوجدوه ما خلق الأوثان والأصنام وغيرهم ممن عبد ، أي أنهم لن يخلقوا شيئاً ، بل هذا الذي قريش فيه ضلال مبين ، فذكرهم بالصفة التي تعم معهم سواهم ممن فعل فعلهم من الأمم ، وقوله : { ماذا } يجوز أن تكون " ما " استفهاماً في موضع رفع بالابتداء و " ذا " خبرها بمعنى الذي والعائد محذوف ، ويجوز أن تكون " ما " مفعولة بـ " أروني " و " ذا " و " ما " بمعنى الذي والعائد محذوف تقديره في الوجهين خلقه .