Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 20-21)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الضمير في { يحسبون } للمنافقين ، والمعنى أنهم من الجزع والفزع بحيث رحل { الأحزاب } وهزمهم الله تعالى وهؤلاء يظنون أنها من الخدع وأنهم { لم يذهبوا } بل يريدون الكرة إلى غلب المدينة ، ثم أخبر تعالى عن معتقد هؤلاء المنافقين أن ودهم لو أتى الأحزاب وحاصروا المدينة أن يكونوا هم قد خرجوا إلى البادية في جملة { الأعراب } وهم أهل العمود والرحيل من قطر إلى قطر ، ومن كان من العرب مقيماً بأرض مستوطناً فلا يسمون أعراباً وغرضهم من البداوة أن يكونوا سالمين من القتال ، وقرأ ابن عباس وطلحة بن مصرف " لو أنهم بُدّى في الأعراب " شديدة الدال منونة وهو جمع باد كغاز وغزى ، وروي عن ابن عباس " لو أنهم بدوا " ، وقرأ أهل مكة ونافع وابن كثير والحسن " يسألون " أي من ورد عليهم ، وقرأ أبو عمرو وعاصم والأعمش " يسلون " خفيفة بغير همز على نحو قوله { سل بني إسرائيل } [ البقرة : 211 ] وقرأ الجحدري وقتادة والحسن بخلاف عنه " يساءلون " أي يسأل بعضهم بعضاً . قال الجحدري " يتساءلون " ، ثم سلى الله تعالى عنهم وحقر شأنهم بأن أخبر أنهم لو حضروا لما أغنوا ولما { قاتلوا إلا قتالاً قليلاً } لا نفع له ، قال الثعلبي هو قليل من حيث هو رياء من غير حسبة ولو كان لله لكان كثيراً ، ثم أخبر تعالى على جهة الموعظة بأن كل مسلم ومدع في الإسلام لقد كان يجب أن يقتدي بمحمد عليه السلام حين قاتل وصبر وجاد بنفسه . وقرأ جمهور الناس " إسوة " بكسر الهمزة ، وقرأ عاصم وحده " أُسوة " بضم الهمزة وهما لغتان معناه قدوة ، وتأسى الرجل إذا اقتدى ، ورجاء الله تعالى تابع للمعرفة به ، ورجاء اليوم الآخر ثمرة العمل الصالح ، { وذكر الله كثيراً } من خير الأعمال ، فنبه عليه ، وفي مصحف عبد الله بن مسعود " يحسبون الأحزاب قد ذهبوا فإذا وجدوهم لم يذهبوا ودوا لو أنهم بادون في الأعراب " .