Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 63-68)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة متى هي فلم يجب في ذلك بشيء ، ونزلت الآية آمرة بأن يرد العلم فيها إلى الله تعالى إذ هي من مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها ، ثم توعد العالم بقربها في قوله { وما يدريك } الآية ، أي فينبغي أن تحذر ، و { قريباً } ظرف لفظه واحد جمعاً ، وإفراداً ، ومذكراً ومؤنثاً ، ولو كان صفة للساعة لكان قريبة ، ثم توعد تعالى { الكافرين } بعذاب لا ولي لهم منه ولا ناصر ، وقوله تعالى : { يوم } يجوز أن يكون متعلقاً بما قبله والعامل { يجدون } ، وهذا تقدير الطبري ، ويجوز أن يكون العامل فيه { يقولون } ويكون ظرفاً للقول . وقرأ الجمهور " تُقلَّب وجوههم " على المفعول الذي لم يسم فاعله بضم التاء وشد اللام المفتوحة ، وقرأ أبو حيوة " تَقلب " بفتح التاء بمعنى تتقلب ، وقرأ ابن أبي عبلة " تتقلب " بتاءين ، وقرأ خارجة وأبو حيوة " نقلب " بالنون ، وقرأ عيسى بن عمر الكوفي " تُقلِب " بكسر اللام وضم التاء أي تقلب السعير . وبنصب الوجوه في هاتين القراءتين ، فيتمنون يومئذ الإيمان وطاعة الله ورسوله حين لا ينفعهم التمني ، ثم لاذوا بالتشكي من كبرائهم في أنهم أضلوهم ، وقرأ جمهور الناس " سادتنا " وهو جمع سيد ، وقرأ الحسن بن أبي الحسن وابن عامر وحده من السبعة وأبو عبد الرحمن وقتادة وأبو رجاء والعامة في المسجد الجامع بالبصرة " ساداتنا " على جمع الجمع ، و { السبيلا } مفعول ثان لأن " أضل " معدى بالهمزة ، وضل يتعدى إلى مفعول واحد فيما هو مقيم كالطريق والمسجد وهي سبيل الإيمان والهدى ، ثم دعوا بأن يضاعف العذاب للكبراء المضلين أي عن أنفسهم وعمن أضلوا ، وقرأ عاصم وابن عامر وحذيفة بن اليمان والأعرج بخلاف عنه " لعناً كبيراً بالباء من الكبر ، وقرأ الجمهور والباقون " لعناً كثيراً " بالثاء ذات الثلاث والكثرة أشبه بمعنى اللعنة من الكبر أي العنهم مرات كثيرة .