Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 35-37)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ المقامة } الإقامة ، وهو من أقام ، و " المَقامة " بفتح الميم القيام وهو من قام ، و { دار المقامة } الجنة ، و " النصب " تعب البدن ، و " اللغوب " تعب النفس اللازم عن تعب البدن ، وقال قتادة " اللغوب " الوجع ، وقرأ الجمهور " لُغوب " بضم اللام ، وقرأ علي بن أبي طالب والسلمي " لَغوب " بفتح اللام أي شيء يعيينا ، ويحتمل أن يكون مصدراً كالولوع والوضوء ، ثم أخبر عن حال { الذين كفروا } معادلاً بذلك الإخبار قبل عن الذين اصطفى ، وهذا يؤيد تأويل من قبل إن الأصناف الثلاثة هي كلها في الجنة لأن ذكر الكافرين إنما جاء ها هنا ، وقوله { لا يقضى } معناه لا يجهز لأنهم لو ماتوا لبطلت حواسهم فاستراحوا ، وقرأ الحسن البصري والثقفي " فيموتون " ووجهها العطف على { يقضى } وهي قراءة ضعيفة ، وقوله { لا يخفف عنهم من عذابها } لا يعارضه قوله { كلما خبت زدناهم سعيراً } [ الإسراء : 97 ] لأن المعنى لا يخفف عنهم نوع عذابهم والنوع في نفسه يدخله أن يخبو أو يسعر ونحو ذلك ، وقرأ جمهور القراء ، " نجزي " بنصب " كلَّ " وبالنون في " نجزي " ، وقرأ أبو عمرو ونافع " يُجزى " بضم الياء على بناء الفعل للمفعول " كلُّ كفور " برفع " كلُّ " ، و { يصطرخون } يفتعلون من الصراخ أصله يصترخون فأبدلت التاء طاء لقرب مخرج الطاء من الصاد ، وفي الكلام محذوف تقديره يقولون { ربنا } وطلبوا الرجوع إلى الدنيا في مقالتهم هذه فالتقدير فيقال لهم { أو لم نعمركم } على جهة التوقيف والتوبيخ ، و { ما } في قوله { ما يتذكر } ظرفية ، واختلف الناس في المدة التي هي حد للتذكير ، فقال الحسن بن أبي الحسن : البلوغ ، يريد أنه أول حال التذكر ، وقال قتادة : ثمان عشرة سنة ، وقالت فرقة : عشرون سنة ، وحكى الزجاج : سبع عشرة سنة ، وقال ابن عباس : أربعون سنة ، وهذا قول حسن ، ورويت فيه آثار ، وروي أن العبد إذا بلغ أربعين سنة ولم يتب مسح الشيطان على وجهه وقال بابي وجه لا يفلح ، وقال مسروق بن الأجدع : من بلغ أربعين سنة فليأخذ حذره من الله ومنه قول الشاعر : [ الطويل ] @ إذا المرء وفّى الأربعين ولم يكنْ له دون ما يأتي حياءٌ ولا ستر فدعه ولا تنفس عليه الذي ارتأى وإن جر أسْباب الحياة له العمر @@ وقد قال قوم : الحد خمسون سنة وقد قال الشاعر : [ الوافر ] @ أخو الخمسين مجتمع أشدي ونجدني مداومة الشؤون @@ وقال الآخر : [ الطويل ] @ وإن امرأً قد سار خمسين حجة إلى منهل من ورده لقريب @@ وقال ابن عباس أيضاً وغيره : الحد في ذلك ستون وهي من الأعذار ، وهذا أيضاً قول حسن متجه ، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان يوم القيامة نودي أين أبناء الستين " وهو العمر الذي قال الله فيه ما يتذكر فيه من تذكر ، وقال صلى الله عليه وسلم : " عمره الله ستين سنة فقد أعذر إليه في العمر " ، وقرأ جمهور الناس " ما يتذكر فيه من تذكر " ، وقرأ الأعمش " ما يذكر فيه من أذكر " ، و { النذير } في قول الجمهور الأنبياء وكل نبي نذير أمته ومعاصره ، ومحمد صلى الله عليه وسلم نذير العالم في غابر الزمان ، وقال الطبري وقيل { النذير } الشيب وهذا قول حسن ، إلا أن الحجة إنما تقوم بالنذارة الشرعية وباقي الآية بين .