Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 42-43)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الضمير في قوله { أقسموا } لكفار قريش ، وذلك أنه روي أن كفار قريش كانت قبل الإسلام تأخذ على اليهود والنصارى في تكذيب بعضهم بعضاً وتقول لو جاءنا نحن رسول لكنا أهدى من هؤلاء وهؤلاء ، و { جهد أيمانهم } منصوب على المصدر ، أي بغاية اجتهادهم ، و { إحدى الأمم } يريد اليهود والنصارى ، و " النفور " البعد عن الشيء والفزع منه والاستبشاع له ، و { استكباراً } قيل فيه بدل من النفور ، وقيل مفعول من أجله ، أي نفروا من أجل الاستكبار ، وأضاف " المكر " إلى { السَّيِّىء } وهو صفة كما قيل دار الآخرة ، ومسجد الجامع ، وجانب الغربي ، وقرأ الجمهور بكسر الهمزة من " السَّيِّىء " وقرأ حمزة وحده " السَّيِّىء " بسكون الهمزة وهو في الثانية برفع الهمزة كالجماعة ، ولحن هذه القراءة الزجاج ووجهها أبو علي الفارسي بوجوه منها أن يكون أسكن لتوالي الحركات كما قال : " قلت صاحب قوم " على أن المبرد روى هذا قلت صاح ، وكما قال امرؤ القيس : [ السريع ] @ اليوم أشربْ غير مستحقب إثماً من الله ولا واغل @@ على أن المبرد قد رواه فاشرب وكما قال جرير : [ البسيط ] @ سيروا بني العم فالأهواز منزلكم ونهر تيرى ولن تعرفْكم العَرب @@ وقرأ ابن مسعود " ومكراً سيئاً " ، قال أبو الفتح : يعضده تنكير ما قبله من قوله { استكباراً } ، و { يحيق } معناه يحيط ويحل وينزل ولا يستعمل إلا في المكروه ، وقوله { إلا بأهله } ، أي أنه لا بد أن يحيق بهم إما في الدنيا وإلا ففي الآخرة فعاقبته الفاسدة لهم ، وإن حاق في الدنيا بغيرهم أحياناً فعاقبة ذلك على أهله ، وقال كعب لابن عباس : إن في التوراة " من حفر حفرة لأخيه وقع فيها " ، فقال ابن عباس : أنا أوجدك هذا في كتاب الله تعالى : { ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله } ، و { ينظرون } معناه ينتظرون ، و " السنة " الطريقة والعادة ، وقوله { فلن تجد لسنة الله تبديلاً } أي لتعذيبه الكفرة المكذبين ، وفي هذا توعد بين .