Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 170-182)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فسوف يعلمون } ، وعيد محض لأنهم تمنوا أمراً فلما جاءهم الله تعالى به كفروا واستهواهم الحسد ، ثم أنس تعالى نبيه وأولياءه بأن القضاء قد سبق ، والكلمة قد حقت في الأزل بأن رسل الله تعالى إلى أرضه هم { المنصورون } على من ناوأهم المظفرون بإرادتهم المستوجبون الفلاح في الدارين ، وقرأ الضحاك " كلماتنا " بألف على الجمع ، وجند الله هم الغزاة لتكون كلمات الله هي العليا ، وقال علي بن أبي طالب : جند الله في السماء الملائكة ، وفي الأرض الغزاة وقوله تعالى ، { فتول عنهم حتى حين } وعد للنبي صلى الله عليه وسلم وأمر بالموادعة ، وهذا مما نسخته آية السيف ، واختلف الناس في المراد بـ " الحين " ، هنا ، فقال السدي : الحين المقصود يوم بدر ورجحه الطبري ، وقال قتادة : الحين موتهم ، وقال ابن زيد : الحين المقصود يوم القيامة ، وقوله تعالى : { وأبصرهم فسوف يبصرون } وعد للنبي صلى الله عليه وسلم ووعيد لهم أي سوف يرون عقبى طريقتهم ، ثم قرر تعالى نبيه على جهة التوبيخ لهم على استعجالهم عذاب الله ، وقرأ جمهور الناس " فإذا نَزَل بساحتهم " على بناء الفعل للفاعل أي نزل العذاب ، وقرأ ابن مسعود " نُزِل بساحتهم " على بنائه للمفعول ، والساحة الفناء ، والعرب تستعمل هذه اللفظة فيما يرد على الإنسان من خير أو شر ، وسوء الصباح أيضاً مستعمل في ورود الغارات والرزايا ، ونحو ذلك ومنه قول الصارخ : يا صباحاه ! كأنه يقول قد ساء لي الصباح فأغيثوني ، وقرأ ابن مسعود " فبئس صباح " ، ثم أعاد عز وجل أمر نبيه بالتولي تحقيقاً لتأنيسه وتهمماً به ، وأعاد توعدهم أيضاً لذلك ، ثم نزه نفسه تنزيهاً مطلقاً عن جميع ما يمكن أن يصفه به أهل الضلالات ، و { العزة } في قوله { رب العزة } هي العزة المخلوقة الكائنة ، للأنبياء والمؤمنين وكذلك قال الفقهاء من أجل أنها مربوبة ، وقال محمد بن سحنون وغيره : من حلف بعزة الله فإن كان أراد صفته الذاتية فهي يمين ، وإن كان أراد عزته التي خلقها بين عباده وهي التي في قوله { رب العزة } فليست بيمين ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إذا سلمتم عليَّ فسلموا على المرسلين ، فإنما أنا أحدهم " ، وباقي الآية بين ، وذكر أبو حاتم عن صالح بن ميناء قال : قرأت على عاصم بن أبي النجود فلما ختمت هذه السورة سكت فقال لي : إيه اقرأ ، قلت قد ختمت ، فقال كذلك فعلت على أبي عبد الرحمن وقال لي كما قلت لك ، وقال لي كذلك قال لي علي بن أبي طالب وقال : " وقل آذنتكم باذانة المرسلين لتسألن عن النبإ العظيم " ، وفي مصحف عبد الله " عن هذا النبإ العظيم " .