Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 1-7)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أقسم تعالى في هذه الآية بأشياء من مخلوقاته واختلف الناس في معناها ، فقال ابن مسعود ومسروق وقتادة : هي الملائكة التي تصف في السماء في عبادة الله وذكره صفوفاً وقالت فرقة : أراد كل من يصف من بني آدم في قتال في سبيل الله ، أو في صلاة وطاعة ، والتقدير والجماعات الصافات . قال القاضي أبو محمد : واللفظ يحتمل أن يعم هذه المذكورات كلها ، ومما أقسم به عز وجل { الزاجرات } واختلف الناس في معناها أيضاً فقال مجاهد والسدي : هي الملائكة التي تزجر السحاب وغير ذلك من مخلوقات الله تعالى ، وقال قتادة : { الزاجرات } هي آيات القرآن المتضمنة النواهي الشرعية ، وقوله { فالتاليات ذكراً } معناه القارئات ، وقال مجاهد والسدي : أراد الملائكة التي تتلو ذكره ، وقال قتادة : أراد بني آدم الذين يتلون كتبه المنزلة وتسبيحه وتكبيره ونحو ذلك ، وقرأ أبو عمرو وحمزة بإدغام التاء في الذال ، وهي قراءة ابن مسعود ومسروق والأعمش ، وقرأ الباقون وجمهور الناس بالإظهار ، وكذلك في كلها ، قال أبو حاتم : والبيان اختيارنا وأما الحاملات وقرا والجاريات يسراً ، فلا يجوز فيها الإدغام لبعد التاء من الحرفين ، ثم بين تعالى المقسم عليه أنه توحيده وأنه واحد أي متحد في جميع الجهات التي ينظر فيها المفكر ، ثم وصف تعالى نفسه بربوبيته جميع المخلوقات ، وذكر { المشارق } لأنها مطالع الأنوار والعيون بها أكلف ، وفي ذكرها غنية عن ذكر المغارب إذ معادلتها لها مفهومة عند كل ذي لب ، وأراد تعالى مشارق الشمس وهي مائة وثمانون في السنة فيما يزعمون من أطول أيام السنة إلى أقصرها ، ثم أخبر تعالى عن قدرته من تزيين السماء بالكواكب وانتظم في ذلك التزيين أن جعلها { حفظاً } وحرزاً من الشياطين المردة وهم مسترقو السمع ، وقرأ جمهور القراء " بزينةِ الكواكب " بإضافة الزينة إلى " الكواكب " ، وقرأ حمزة وحفص عن عاصم " بزينةٍ الكواكبِ " بتنوين " زينة " وخفض " الكواكبِ " على البدل من الزينة وهي قراءة ابن مسعود ومسروق بخلاف عنه وأبي زرعة ابن عمر وابن جرير وابن وثاب وطلحة ، وقرأ أبو بكر عن عاصم " بزينةٍ " بالتنوين " الكواكبَ " بالنصب وهي قراءة ابن وثاب وأبي عمرو والأعمش ومسروق ، وهذا في الإعراب نحو قوله عز وجل : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة } [ البلد : 14 ] . وحكى الزهراوي قراءة " بزينةٍ " بالتنوين " الكواكبُ " بالرفع ، و " المارد " المتجرد للشر ومنه شجرة مرداء لا ورق عليها ، ومنه الأمرد وخص تعالى السماء الدنيا بالذكر لأنها التي تباشر بأبصارنا وأيضاً فالحفظ من الشيطان إنما هو فيه وحدها ، { وحفظاً } نصب على المصدر وقيل مفعول من أجله والواو زائدة .