Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 91-98)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

" راغ " معناه مال ، ومنه قول عدي بن زيد : [ الخفيف ] @ حيث لا ينفع الرياغ ولا ينفع إلا المصلق النحرير @@ وقوله تعالى : { ألا تأكلون } هو على جهة الاستهزاء بعبدة تلك الأصنام ، وروي أن عادة أولئك كانت أنهم يتركون في بيوت الأصنام طعاماً ، ويعتقدون أنها تصيب منه شميماً ونحو هذا من المعتقدات الباطلة ، ثم كان خدم البيت يأكلونه ، فلما دخل إبراهيم وقف على الأكل ، والنطق والمخاطبة للأصنام والقصد الاستهزاء بعابدها ، ثم مال عند ذلك إلى ضرب تلك الأصنام بفأس حتى جعلها جذاذاً واختلف في معنى قوله { باليمين } فقال ابن عباس : أراد يمنى يديه ، وقيل : أراد بقوته لأنه كان يجمع يديه معاً بالفأس ، وقيل أراد يمين القسم في قوله { وتالله لأكيدن أصنامكم } [ الأنبياء : 57 ] و { ضرباً } نصب على المصدر بفعل مضمر من لفظه ، وفي مصحف عبدالله عليهم " صفعاً باليمين " ، والضمير في { أقبلوا } لكفار قومه ، وقرأ جمهور الناس " يَزفون " بفتح الياء من زف إذا أسرع وزفت الإبل إذا أسرعت ، ومنه قول الفرزدق : [ الطويل ] @ فجاء قريع الشول قبل افالها يزف وجاءت خلفه وهي زفف @@ ومنه قول الهذلي : @ وزفت الشول من برد العشيّ كما زفت النعام إلى حفانه الروح @@ وقرأ حمزة وحده " يُزفزن " بضم الياء من أزف إذا دخل في الزفيف وليست بهمزة تعدية هذا قول ، وقال أبو علي : معناه يحملون غيرهم على الزفيف ، وحكاه عن الأصمعي وهي قراءة مجاهد وابن وثاب والأعمش ، وقرأ مجاهد وعبد الله بن زيد " يَزفزن " بفتح الياء وتخفيف الفاء من وزف وهي لغة منكرة ، قال الكسائي والفراء : لا نعرفها بمعنى زف ، وقال مجاهد : الزفيف النسلان ، وذهبت فرقة إلى أن { يزفون } معناه يتمهلون في مشيهم كزفاف العروس ، والمعنى أنهم كانوا على طمأنينة من أن ينال أحد آلهتهم بسوء لعزتهم فكانوا لذلك متمهلين . قال القاضي أبو محمد : وزف بمعنى أسرع هو المعروف ، ثم إن إبراهيم عليه السلام قال لهم في جملة محاورة طويلة قد تضمنتها الآية { أتعبدون ما تنحتون } أي تجعلون إلهاً معظماً شيئاً صنعتموه من عود أو حجر وعملتموه بأيديكم أخبرهم بخبر لا يمكنهم إنكاره وهو قوله { والله خلقكم } واختلف المتأولون في قوله { وما تعملون } ، فمذهب جماعة من المفسرين أن { ما } مصدرية والمعنى أن الله خلقكم وأعمالكم ، وهذه الآية عندهم قاعدة في خلق أفعال العباد وذلك موافق لمذهب أهل السنة في ذلك ، وقالت { ما } بمعنى الذي ، وقالت فرقة { ما } استفهام ، وقالت فرقة هي نفي بمعنى وأنتم لا تعملون شيئا في وقت خلقكم ولا قبله ، ولا تقدرون على شيء . قال القاضي أبو محمد : والمعتزلة مضطرة إلى الزوال عن أن تجعل { ما } مصدرية ، و " البنيان " قيل كان في موضع إيقاد النار ، وقيل بل كان للمنجنيق الذي رمي عنه وقد تقدم قصص نار إبراهيم وجعلهم الله { الأسفلين } ، بأن غلبوا وذلوا ونالتهم العقوبات .