Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 10-14)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أم } في هذه الآية معادلة للألف المقدرة في { أم } [ ص : 9 ] الأولى ، وكأنه تعالى يقول في هذه الآية : أم لهم هذا الملك فتكون النبوءة والرسالة على اختيارهم ونظرهم فليرتقوا في الأسباب إن كان الأمر كذلك ، أي إلى السماء ، قاله ابن عباس . و { الأسباب } : كل ما يتوصل به إلى الأشياء ، وهي هنا بمعنى الحبال والسلاليم . وقال قتادة : اراد أبواب السماء . وقوله تعالى : { جند من هنالك مهزوم } اختلف المتأولون في الإشارة بـ { هنالك } إلى ما هي ؟ فقالت فرقة : أشار إل الارتقاء في الأسباب ، أي هؤلاء القوم إن راموا ذلك جند مهزوم ، وهذا قوي . وقالت فرقة : الإشارة بـ { هنالك } إلى حماية الأصنام وعضدها ، أي هؤلاء القوم حند مهزوم في هذه السبيل وقال مجاهد : الإشارة بـ { هنالك } ، إلى يوم بدر ، وكان غيب أعلم الله به على لسان رسوله ، أي جند المشركين يهزمون ، فخرج في بدر . وقالت فرقه : الإشارة إلى حصر عام الخندق بالمدينه . وقوله : { من الأحزاب } أي من جملة أحزاب الأمم الذين تعصبوا في الباطل وكذبوا الرسل فأخذهم الله تعالى . و { ما } ، في قوله : { جند ما } زائدة مؤكدة وفيها تخصيص . واختلف المتأولون في قوله : { ذي الأوتاد } ، فقال ابن عباس وقتادة سمي بذلك لأنه كانت له أوتاد وخشب يلعب له بها وعليها . وقال السدي : كان يقتل الناس بالأوتاد ، يسمرهم في الأرض بها . وقال الضحاك : أراد المباني العظام الثابتة ، وهذا أظهر الأقوال ، كما يقال للجبال أوتاد لثبوتها ، ويحتمل أن يقال له ذو أوتاد عبارة عن كثرة أخبيته وعظم عساكره ، ونحو من هذا قولهم : أهل العمود . وقرأت فرقة : " ليكة " . وقرأت فرقة : " الأيكة " ، وقد تقدم القول في شرح ذلك في سورة الشعراء ، ثم أخبر تعالى أن هؤلاء المذكورين هم الأحزاب ، وضرب بهم المثل لقريش في أنهم كذبوا ، ثم أخبر أن عقابه حق على جميعهم ، أي فكذلك يحق عليكم أيها المكذبون بمحمد وفي قراءة ابن مسعود : " إن كل لما " . وحكى أبو عمرو الداني إن فيها . " إن كلهم إلا كذب " .