Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 38-40)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا ابتداء احتجاج عليهم بحجة أخرى ، وجملتها أن وقفوا على الخالق المخترع ، فإذا قالوا إنه الله لم يبق لهم في الأصنام غرض إلا أن يقولوا إنها تنفع وتضر ، فلما تقعد من قولهم إن الله هو الخالق ، قيل لهم { أفرأيتم } هؤلاء إذا أراد الله أمراً بهم قدرتم على نقضه ؟ وحذف الجواب عن هذا ، لأنه من البين أنه لا يجيب أحد إلا بأنه لا قدرة بالأصنام على شيء من ذلك . وقرأ : " إن أرادنيَ " بياء مفتوحة جمهور القراء والناس . وقرأ الأعمش : { أرادني الله } بحذف الياء في الوصل ، وروى خارجة " إن أراد " بغير ياء . وقرأ جمهور القراء والأعرج وأبو جعفر والأعمش وعيسى وابن وثاب : " كاشفاتُ ضرِّه " بالإضافة . وقرأ أبو عمرو وأبو بكر عن عاصم : " كاشفاتٌ ضرَّه " بالتنوين والنصب في الراء ، وهي قراءة شيبة والحسن وعيسى بخلاف عنه وعمرو بن عبيد ، وهذا هو الوجه فيما لم يقع بعد ، وكذلك الخلاف في : { ممسكات رحمته } . ثم أمره تعالى بأن يصدع بالاتكال على الله ، وأنه حسبه من كل شيء ومن كل ناصر ، ثم أمره بتوعدهم في قوله : { اعملوا على مكانتكم إني عامل } ما رأيتموه متمكناً لكم على حالتكم التي استقر رأيكم عليها . وقرأ الجمهور : " مكانتكم " بالإفراد . وقرأ " مكاناتكم " بالجمع : الحسن وعاصم . وقوله : { اعملوا } لفظ بمعنى الوعيد . و " العذاب المخزي " : هو عذاب الدنيا يوم بدر وغيره . و " العذاب المقيم " : هو عذاب الآخرة ، أعاذنا الله تعالى منه برحمته .