Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 43-45)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أم } هنا مقطوعة مما قبلها ، وهي مقدرة بالألف وبل ، وهذا تقرير وتوبيخ ، فأمر الله تعالى نبيه أن يوقفهم على الأمر وعلى أنهم يرضون بهذا مع كون الأصنام بصورة كذا وكذا من عدم الملك والعقل . والواو في قوله : { أو لو } واو عطف دخلت عليها ألف الاستفهام ، ومتى دخلت ألف الاستفهام على واو العطف أو فائه أحدثت التقرير . ثم أمره بأن يخبر بأن جميع الشفاعة إنما هو لله تعالى . و : { جميعاً } نصب على الحال ، والمعنى أن الله تعالى يشفع ثم لا يشفع أحد قبل شفاعته إلا بإذنه ، فمن حيث شفاعة غيره موقوفة على إذنه بالشفاعة كلها له ومن عنده . وقوله تعالى : { وإذا ذكر الله وحده } الآية ، قال مجاهد وغيره : نزلت في قراءة النبي عليه السلام سورة النجم عند الكعبة بمحضر من الكفار ، وعند ذلك ألقى الشيطان في أمنيته ، فقال : { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ، إنهن الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهم لترتجى } [ النجم : 19 ] فاستبشر الكفار بذلك وسروا ، فلما أذهب الله ما ألقى الشيطان ، أنفوا واستكبروا و { اشمأزت } نفوسهم ، ومعناه تقبضت كبراً أو أنفة وكراهية ونفوراً ، ومنه قول عمرو بن كلثوم : [ الوافر ] @ إذا عض الثقاف بها اشمأزت وولته عشوزنة زبونا @@ و : { الذين من دونه } يريد الذين يعبدون من دونه ، وجاءت العبارة في هذه الآيات عن الأصنام كما يجيء عمن يعقل من حيث صارت في حيز من يعقل ، ونسب إليها الضر والنفع والألوهية ، ونفي ذلك عنها فعوملت معاملة من يعقل . و : { وحده } منصوب عند سيبويه على المصدر ، وعند الفراء على الحال .