Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 69-72)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أشرقت } معناه : أضاءت وعظم نورها ، يقال شرقت الشمس إذا طلعت ، وأشرقت إذا أضاءت . وقرأ ابن عباس وعبيد بن عمير : " أشرِقت " بضم الهمزة وكسر الراء على بناء الفعل للمفعول ، وهذا إنما يترتب في فعل يتعدى ، فهذا على أن يقال : أشرق البيت ، وأشرقه السراج ، فيكون الفعل متجاوزاً أو غير متجاوز بلفظ واحد كرجع ورجعته ووقف ووقفته ، ومن المتعدي من ذلك يقال أشرقت الأرض : و : { الأرض } في هذه الآية : الأرض المبدلة من الأرض المعروفة . وقوله : { بنور ربها } إضافة خلق إلى خالق ، أي بنور الله تعالى ، و : { الكتاب } كتاب حساب الخلائق ، ووحده على اسم الجنس ، لأن كل أحد له كتاب على حدة . وقالت فرقة : وضع اللوح المحفوظ ، وهذا شاذ وليس فيه معنى التوعد وهو مقصد الآية . وقوله : { وجيء بالنبيين } أي ليشهدوا على أممهم . وقوله : { والشهداء } قيل هو جمع شاهد ، والمراد أمة محمد الذين جعلهم الله شهداء على الناس . وقال السدي : { الشهداء } جمع شهيد في سبيل الله ، وهذا أيضاً يزول عنه معنى التوعد ، ويحتمل أن يريد بقوله : { والشهداء } الأنبياء أنفسهم ، عطف الصفة على الصفة بالواو ، كما تقول : جاء زيد الكريم والعاقل . وقال زيد بن أسلم : { الشهداء } : الحفظة . والضمير في قوله : { بينهم } عائد على العالم بأجمعه . إذ الآية تدل عليهم . و : { لا يظلمون } معناه : لا يوضع شيء من أمورهم غير موضعه . { ووفيت } معناه : جوزيت كملاً ، وفي هذا وعيد صرح عنه قوله : { وهو أعلم بما يفعلون } . وقرأ الجمهور : { وسيق } وجيء بكسر أوله . وقرأها ونظائرها بإشمام الضم : الحسن وابن وثاب وعاصم والأعمش . و : { زمراً } معناه : جماعات متفرقة ، واحدها زمرة . وقوله : { فتحت } جواب { إذا } ، والكلام هنا يقضي أن فتحها إنما يكون بعد مجيئهم ، وفي وقوفهم قبل فتحها مذلة لهم ، وهكذا هي حال السجون ومواضع الثقاف والعذاب بخلاف قوله : في أهل الجنة : { وفتحت } [ الزمر : 73 ] بالواو مؤذنة بأنهم يجدونها مفتوحة كمنازل الأفراح . وقرأ الجمهور : " فتّحت " بشد التاء في الموضعين ، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بتخفيفها ، وهي قراءة طلحة والأعمش : ثم ذكر تعالى توقيف الخزنة لهم على مجيء الرسل . وقرأ الجمهور : " يأتكم " بالياء من تحت . وقرأ الأعرج : " تأتكم " بتاء من فوق . وقوله : { منكم } أعظم من الحجة ، أي رسل من جنسكم لا يصعب عليكم مراميهم ولا فهم أقوالهم . وقولهم : { بلى } جواب على التقرير على نفي أمر ، ولا يجوز هنا الجواب بنعم ، لأنهم كانوا يقولون : نعم لم يأتنا ، وهكذا كان يترتب المعنى ، ثم لا يجدوا حجة إلا أن كلمة العذاب حقت عليهم ، أي الكلمة المقتضية من الله تعالى تخليدهم في النار ، وهي عبارة عن قضائه السابق لهم بذلك ، وهي التي في قوله تعالى لإبليس { لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } [ ص : 85 ] والمثوى : موضع الإقامة .