Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 36-40)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذكر الله عز وجل مقالة فرعون حين أعيته الحيل في مقاومة موسى عليه السلام بحجة ، وظهر لجميع المشاهدين أن ما يدعو إليه موسى من عبادة إله السماء حق ، فنادى فرعون هامان وهو وزيره والناظر في أموره ، فأمره أن يبني له بناء عالياً نحو السماء . و " الصرح " كل بناء عظيم شنيع القدر ، مأخوذ من الظهور والصراحة ، ومنه قولهم : صريح النسب ، وصرح بقوله ، فيروى أن هامان طبخ الآجر لهذا الصرح ولم يطبخ قبله ، وبناه ارتفاع مائة ذراع فبعث الله جبريل فمسحه بجناحه فكسره ثلاث كسر ، تفرقت اثنتان ووقعت ثالثة في البحر . وروي أن هامان لم يكن من القبط ، وقيل : كان منهم . و : { الأسباب } الطرق ، قاله السدي . وقال قتادة : أراد الأبواب وقيل : عنى لعله يجد مع قربه من السماء سبباً يتعلق به . وقرأ الجمهور : " فأطلع " بالرفع عطفاً على " أبلغ " ، وقرأ حفص عن عاصم والأعرج : " فأطلعَ " بالنصب بالفاء في جواب التمني . ولما قال فرعون بمحضر من ملإه { فأطلع إلى إله موسى } اقتضى كلامه الإقرار بـ { إله موسى } ، فاستدرك ذلك استدراكاً قلقاً بقوله : { وإني لأظنه كاذباً } ، ثم قال تعالى : { وكذلك زين } أي إنه كما تخرق فرعون في بناء الصرح والأخذ في هذه الفنون المقصرة كذلك جرى جميع أمره . و : { زين } أي زين الشيطان سوء عمله في كل أفعاله . وقرأ الجمهور : " وصد عن السبيل " بفتح الصاد بإسناد الفعل إلى فرعون . وقرأ حمزة والكسائي وعاصم وجماعة : " وصُدَّ " بضم الصاد وفتح الدال المشددة عطفاً على { زين } وحملاً عليه . وقرأ يحيى بن وثاب : " وصِد " بكسر الصاد على معنى صد ، أصله ، صدد ، فنقلت الحركة ثم أدغمت الدال في الدال . وقرأ ابن أبي إسحاق وعبد الرحمن بن أبي بكرة بفتح الصاد ورفع الدال المشددة وتنوينها عطفاً على قوله : { سوء عمله } . و : { السبيل } سبيل الشرع والإيمان و { التباب } : الخسران ، ومنه : { تبت يدا أبي لهب } [ المسد : 1 ] وبه فسر مجاهد وقتادة . وتب فرعون ظاهر ، لأنه خسر ماله في الصرح وغيره ، وخسر ملكه وخسر نفسه وخلد في جهنم ، ثم وعظ الذي آمن فدعا إلى اتباع أمر الله . وقوله : { اتبعون أهدكم } يقوي أن المتكلم موسى ، وإن كان الآخر يحتمل أن يقول ذلك ، أي اتبعوني في اتباعي موسى ، ثم زهد في الدنيا وأخبر أنه شيء يتمتع به قليلاً ، ورغب في الآخرة إذ هي دار الاستقرار . وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو رجاء وشيبة والأعمش : " يَدخُلون " بفتح الياء وضم الخاء . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم والأعرج والحسن وأبو جعفر وعيسى : " يُدخَلون " بضم الياء وفتح الخاء .