Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 46-48)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وما كان لهم من أولياء } إنحاء على الأصنام والأوثان التي أظهر الكفار ولايتها واعتقدت ذلك ديناً ، المعنى : فما بالهم يوالون هذه التي لا تضر ولا تنفع ، ولكن من يضلل الله { فما له من سبيل } هدى ونجاة ، ثم أمر تعالى نبيه أن يأمرهم بالاستجابة لدعوة الله وشريعته ، وحذرهم إتيان يوم القيامة الذي لا يرد أحد بعده إلى عمل ، والذي لا ملجأ ولا منجا لأحد فيه إلا إلى العلم بالله تعالى والعمل الصالح في الدنيا ، فأخبرهم أنه لا ملجأ لهم ولا نكير . والنكير مصدر بمعنى الإنكار وهو بمنزلة عديدة الحي ونحوه من المصادر ، ويحتمل أن يكون من أبنية اسم الفاعل من نكر ، وإن كان المعنى يبعد به ، لأن نكر إنما معناه لم يميز وظن الأمر غير ما عهده . وقوله تعالى : { فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً } تأنيس لمحمد عليه السلام وإزالة لهمه بهم ، وأعلمه أنه ليس عليه إلا البلاغ وتوصيل الحجة ، ثم جاءت عبارة في باقي الآية هي بمنزلة ما يقول ، والقوم قوم عتو وتناقض أخلاق واضطراب ، إذا أذيقوا رحمة فرحوا بها وبطروا ، وإن أصابت سيئة أي مصيبة تسوءهم في أجسامهم أي في نفوسهم ، وذلك بذنوبهم وقبيح فعلهم فإنهم كفر عند ذلك غير صبر . وعبر بـ { الإنسان } الذي هو اسم عام ليدخل في الآية والمذمة جميع الكفرة من المجاورين يومئذ ومن غيرهم ، وجمع الضمير في قوله : { تصبهم } وهو عائد على لفظ { الإنسان } من حيث هو اسم جنس يعم كثيراً .