Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 86-89)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ولا يملك } الآية مخاطبة لمحمد عليه السلام . و : { الذين } هم المعبودون ، والضمير في : { يدعون } هو للكفار الذين عبدوا غير الله عز وجل ، فأعلم تعالى أن من عبد من دون الله فإنه لا يملك شفاعة عند الله يوم القيامة . وقرأ الجمهور : " يدعون " بالياء من تحت . وقرأ ابن وثاب : " تدعون " ، بالتاء من فوق ، ثم استثنى تعالى من هذه الأخبار ، واختلف الناس في المستثنى ، فقال قتادة : استثنى ممن عبد من دون الله : عيسى وعزيراً والملائكة ، والمعنى فإنهم يملكون شفاعة ، بأن يملكها الله إياهم ، إذ هم ممن شهد بالحق وهم يعلمونه في كل أحوالهم ، فالاستثناء على هذا التأويل متصل وقال مجاهد وغيره : استثنى من في المشفوع فيهم ، فكأنه قال : لا يشفع هؤلاء الملائكة وعزير وعيسى إلا فيمن شهد بالحق وهو يعلمه ، أي هو بالتوحيد ، فالاستثناء على هذا التأويل منفصل ، كأنه قال : لكن من يشهد بالحق يشفع فيهم هؤلاء ، والتأويل الأول أصوب ، والله أعلم . ثم أظهر تعالى عليهم الحجة من أقوالهم وإقرارهم بأن الله هو خالقهم وموجدهم بعد العدم ، ثم وقفهم على جهة التقرير والتوبيخ بقوله : { فأنى يؤفكون } أي فلأي جهة يصرفون . وقرأ جمهور القراء بالنصب ، وهو مصدر كالقول ، والضمير فيه لمحمد عليه السلام ، وحكى مكي قولاً أنه لعيسى وهو ضعيف ، واختلف الناس في الناصب ، فقالت فرقة هو معطوف على قوله : { سرهم ونجواهم } [ الزخرف : 80 ] . وقالت فرقة العامل فيه { يكتبون } [ الزخرف : 80 ] أي أقوالهم من أفعالهم . { وقيله } . وقالت فرقة : الناصب له ما في قوله : { وعنده علم الساعة } [ الزخرف : 85 ] من قوة الفعل ، أي ويعلم قيله ، ونزل قوله تعالى : { وقيله يا رب } بمنزلة وشكوى محمد واسغاثته من كفرهم وعتوهم . وقرأ عاصم وحمزة وابن وثاب والأعمش : و " قيلهِ " بالخفض عطفاً على { الساعة } [ الزخرف : 85 ] . وقرأ الأعرج وأبو قلابة ومجاهد : " وقيلُه " بالرفع على الابتداء . وخبره في قوله : { يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون } أي قيله هذا القول ، أو يكون التقدير : وقيله يا رب مسموع ومتقبل ، فـ { يا رب } على هذا منصوب الموضع بـ " قيله " وقرأ أبو قلابة : " يا ربَّ " بفتح الباء المشددة ، وأراد يا رب على لغة من يقول : يا غلاماً ، ثم حذف الألف تخفيفاً واتباعاً لخط المصحف . وقوله : { فاصفح عنهم } موادعة منسوخة بآيات السيف . وقوله : { سلام } تقديره : وقل أمري سلام ، أي مسالمة . ( وقالت فرقة ) المعنى : وقل سلام عليكم على جهة الموادعة والملاينة ، والنسخ قد أتى على هذا السلام ، فسواء كان تحية أو عبارة عن الموادعة . وقرأ جمهور القراء : " يعلمون " بالياء . وقرأ نافع وابن عامر في رواية هشام عنه والحسن والأعرج وأبو جعفر : " تعلمون " بالتاء من فوق .