Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 133-135)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الغني } صفة ذات لله عز وجل لأنه تبارك وتعالى لا يفتقر إلى شيء من جهة من الجهات ، ثم تليت هذه الصفة بقوله { ذو الرحمة } فأردف الاستغناء بالتفضل وهذا أجمل تناسق ، ثم عقب بهذه الألفاظ المضمنة الوعيد المحذرة من بطش الله عز وجل في التعجيل بذلك وأما مع المهلة ومرور الجديدين ، فكذلك عادة الله في الخلق ، وأما " الاستخلاف " فكما أوجد الله تعالى هذا العالم الآدمي بالنشأة من ذرية قوم متقدمين أصلهم آدم عليه السلام ، وقرأت الجماعة " ذُرِّية " بضم الذال وشد الراء المكسورة ، وقرأ زيد بن ثابت الذال وكذلك في سورة آل عمران وحكى أبو حاتم عن أبان بن عثمان أنه قرأ " ذَرِية " بفتح الذال وتخفيف الراء المكسورة ، وحكى عنه أبو الزناد أنه قرأ على المنبر " ذَرْية " بفتح الذال وسكون الراء على وزن فعلة ، قال فسألته فقال أقرأنيها زيد بن ثابت ، و { من } في قوله { من ذرية } للتبعيض وذهب الطبري إلى أنها بمعنى قولك أخذت من ثوبي ديناراً بمعنى عنه وعوضه و { توعدون } مأخوذ من الوعيد بقرينة { وما أنتم بمعجزين } والإشارة إلى هذا الوعيد المتقدم خصوصاً . وأما أن يكون العموم مطلقاً فذلك يتضمن إنفاذ الوعيد ، والعقائد ترد ذلك ، و { بمعجزين } معناه بناجين هرباً أي يعجزون طالبهم . ثم أمر الله عز وجل نبيه عليه السلام أن يتوعدهم بقوله { اعملوا } أي فسترون عاقبة عملكم الفاسد ، وصيغة افعل هاهنا بمعنى الوعيد والتهديد ، و { على مكانتكم } معناه على حالكم وطريقتكم ، وقرأ أبو بكر عن عاصم " على مكاناتكم " بجمع المكانة في كل القرآن ، وقرأ الجميع بالإفراد في كل القرآن ، و { مَنْ } يتوجه أن يكون بمعنى الذي ، فتكون في موضع نصب بـ { تعلمون } ، ويتوجه أن يكون استفهاماً في موضع رفع بالابتداء والخبر في قوله { تكون له } ، و { عاقبة الدار } أي مآل الآخرة ، ويحتمل أن يراد مآل الدنيا بالنصر والظهور ففي الآية إعلام بغيب ، ثم جزم الحكم بـ { إنه لا يفلح الظالمون } أي ينجح سعيهم ، وقرأ حمزة والكسائي من " يكون له عاقبة " بالياء ها هنا وفي القصص على تذكير معنى العاقبة .