Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 142-143)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ حمولة } عطف على { جنات معروشات } [ الأنعام : 141 ] التقدير وأنشأنا من الأنعام حمولة ، وبالحمولة ما تحمل الأثقال من الإبل والبقر عند من عادته أن يحمل عليها والهاء في { حمولة } للمبالغة ، وقال الطبري هو اسم جمع لا واحد من لفظه ، و " الفرش " ما لا يحمل ثقلاً كالغنم وصغار البقر والإبل ، هذا هو المروي عن ابن مسعود وابن عباس والحسن وغيرهم ، يقال له الفرش ويفرش ، وذهب بعض الناس إلى أن تسميته { فرشاً } إنما هي لوطاءته وأنه مما يمتهن ويتوطأ ويتمكن من التصرف فيه إذ قرب جسمه من الأرض . وروي عن ابن عباس أنه قال : " الحمولة " الإبل والخيل والبغال والحمير ، ذكره الطبري . قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه : وهذا منه تفسير لنفس اللفظة لا من حيث هي في هذه الآية ، ولا تدخل في الآية لغير الأنعام وإنما خصت بالذكر من جهة ما شرعت فيها العرب ، وقوله { مما رزقكم } نص إباحة وإزالة ما سنه الكفار من البحيرة والسائبة وغير ذلك ، ثم تابع النهي عن تلك السنن الآفكة بقوله اختلاف القراء في " خطوات " ، ومن شاذها قراءة علي رضي الله عنه والأعرج وعمرو بن عبيد " خُطُؤات " بضم الخاء والطاء وبالهمزة ، قال أبو الفتح وذلك جمع خطأة من الخطأ ومن الشاذ قراءة أبي السمال " خطوات " بالواو دون همزة وهو جمع خطوة وهي ذرع ما بين قدمي الماشي ، ثم علل النهي عن ذلك بتقرير عداوة الشيطان لابن آدم ، وقوله تعالى { ثمانية } اختلف في نصبها فقال الأخفش علي بن سليمان بفعل مضمر تقديره كلوا لحم ثمانية أزواج فحذف الفعل والمضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، وقيل نصب على البدل من ما في قوله { كلو مما رزقكم الله } ، وقيل نصبت على الحال ، وقيل نصبت على البدل من قوله { حمولة وفرشاً } ، وهذا أصوب الأقوال وأجراها مع معنى الآية ، وقال الكسائي نصبها { أنشأ } [ الأنعام : 141 ] والزوج الذكر والزوج الأنثى كل واحد منهما زوج صاحبه ، وهي أربعة أنواع فتجيء ثمانية أزواج ، و { الضأن } جمع ضائنة وضائن ، وقرأ طلحة بن مصرف وعيسى بن عمر والحسن من " الضأن " بفتح الهمزة ، وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي " ومن المعْز " بسكون العين وهو جمع ماعز وماعزة ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر " ومن المعَز " بفتح العين فضأن ومعز كراكب وركب وتاجر وتجر وضان ومعز كخادم وخدم ونحوه ، وقرأ أبان بن عثمان " من الضأن اثنان " على الابتداء والخبر المقدم ، ويقال في جمع ماعز معز ومعز ومعيز وأمعوز وقوله تعالى : { قل الذكرين } هذا تقسيم على الكفار حتى يتبين كذبهم على الله , أي لا بد أن يكون حرم الذكرين فيلزمكم تحريم الذكور أو الأنثيين فيلزمكم تحريم جميع الإناث ، أم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين فيلزمكم تحريم الجميع وأنتم لم تلتزموا شيئاً مما يوجبه هذا التقسيم ، وفي هذه السؤالات تقرير وتوبيخ ثم اتبع تقريرهم وتوبيخهم بقوله { نبئوني } أخبروني { بعلم } أي من جهة نبوءة أو كتاب من كتب الله { إن كنتم صادقين } و { إن } شرط وجوابه في { نبئوني } ، وجاز تقديم جواب هذا الشرط لما كانت { إن } لا يظهر لها عمل في الماضي ، ولو كانت ظاهرة العمل لما جاز تقدم الجواب .