Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 63-64)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا تماد في توبيخ العادلين بالله الأوثان ، وتوقيفهم على سوء الفعل في عبادتهم الأصنام وتركهم الذي ينجي من المهلكات ويلجأ إليه في الشدائد ، و { من } استفهام رفع بالابتداء ، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي " من ينَجّيكم قل الله يَنجّيكم " بتشديد الجيم وفتح النون ، وقرأ أبو عمرو في رواية علي بن نصر عنه وحميد بن قيس ويعقوب " ينْجِيكم " فيها بتخفيف الجيم وسكون النون ، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر بالتشديد في الأولى والتخفيف في الثانية فجمعوا بين التعدية بالألف والتعدية بالتضعيف كما جاء ذلك في قوله تعالى : { فمهِّل الكافرين أمْهِلهم رويداً } [ الطارق : 17 ] و { ظلمات البر والبحر } يراد به شدائدهما ، فهو لفظ عام يستغرق ما كان من الشدائد بظلمة حقيقية وما كان بغير ظلمة ، والعرب تقول عام أسود ويوم مظلم ويوم ذو كواكب ونحو هذا يريدون به الشدة ، قال قتادة : المعنى من كرب البر والبحر ، وقاله الزجّاج و { تدعونه } في موضع الحال و { تضرعاً } نصب على المصدر والعامل فيه { تدعونه } ، والتضرع صفة بادية على الإنسان ، { وخفية } معناه الاختفاء والسر ، فكأن نسق القول : تدعونه جهراً وسراً هذه العبارة بمعان زائدة ، وقرأ الجميع غير عاصم : " وخُفية " بضم الخاء ، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر " وخِفية " بكسر الخاء ، وقرأ الأعمش : " وخيفة " من الخوف وقرأ الحجازيون وأهل الشام : " أنجيتنا " ، وقرأ الكوفيون " أنجانا " على ذكر الغائب ، وأمال حمزة والكسائي الجيم ، و { من الشاكرين } أي على الحقيقة ، والشكر على الحقيقة يتضمن الإيمان ، وحكى الطبري في قوله { ظلمات } أنه ضلال الطرق في الظلمات ونحوه المهدوي أنه ظلام الليل والغيم والبحر . قال القاضي أبومحمد : وهذا التخصيص كله لا وجه له وإنما هو لفظ عام لأنواع الشدائد في المعنى ، وخص لفظ " الظلمات " بالذكر لما تقرر في النفوس من هول الظلمة ، وقوله تعالى : { قل الله ينجيكم } الآية : سبق في المجادلة إلى الجواب ، إذ لا محيد عنه ، { ومن كل كرب } لفظ عام أيضاً ليتضح العموم الذي في الظمات ، ويصح أن يتأول من قوله { ومن كل كرب } تخصيص الظلمات قبل ، ونص عليها لهولها ، وعطف في هذا الموضع بـ { ثم } للمهلة التي تبين قبح فعلهم ، أي ثم بعد معرفتكم بهذا كله وتحققكم به أنتم تشركون .