Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 8-11)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا دعاء إلى الله تعالى وتبليغ وتحذير من يوم القيامة ، و { النور } القرآن ومعانيه ، والعامل في قوله { يوم يجمعكم } يحتمل أن تكون { لتنبؤن } [ التغابن : 7 ] ، ويحتمل أن تكون { خبير } ، وهو تعالى خبير في كل يوم ، ولكن يخص ذلك اليوم ، لأنه يوم تضرهم فيه خبرة الله تعالى بأمورهم ، وقرأ جمهور السبعة : " يجمعُكم " بضم العين ، وقرأ أبو عمر بسكونها ، وروي عنه أنه أشمها الضم وهذا على جواز تسكين الحركة وإن كانت لإعراب ، كما قال جرير : ولا تعرفكم العرب ، وقرأ سلام ويعقوب : " نجمعُكم " بالنون وضم العين ، و : { يوم الجمع } هو يوم القيامة ، وهو { يوم التغابن } ، وذلك أن كل واحد ينبعث من قبره وهو يرجو حظاً ومنزلة ، فإذا وقع الجزاء غبن المؤمنون الكافرين لأنهم يحوزون الجنة ويحصل الكفار في النار ، نحا هذا المنحى مجاهد وغيره ، وليس هذا الفعل من التغابن من اثنين ، بل كتواضع وتحامل ، وقرأ نافع وابن عامر والمفضل عن عاصم : " نكفر عنه " بنون وكذلك : " ندخله " ، وهي قراءة الأعرج وأبي جعفر وشيبة والحسن بخلاف وطلحة ، وقرأ الباقون والأعمش وعيسى والحسن في الموضعين بالياء على معنى يكفر الله ، والأول هو نون العظمة وقوله تعالى : { ما أصاب من مصيبة } يحتمل أن يريد المصائب التي هي رزايا وخصها بالذكر بأنها الأهم على الناس والأبين أثراً في أنفسهم ، ويحتمل أن يريد جميع الحوادث من خير وشر ، وذلك أن الحكم واحد في أنها { بإذن الله } ، والإذن في هذا الموضع عبارة عن العلم والإرادة وتمكين الوقوع ، وقوله تعالى : { ومن يؤمن بالله يهد قلبه } قال فيه المفسرون المعنى : ومن آمن وعرف أن كل شيء بقضاء الله وقدره ، وعلمه ، هانت عليه مصيبته وسلم الأمر لله تعالى . وقرأ سعيد بن جبير وطلحة بن مصرف : " نهد " بالنون ، وقرأ الضحاك : " يُهد قلبه " برفع الياء . وقرأ عكرمة وعمرو بن دينار : " يهدأ " برفع القلب ، وروي عن عكرمة أنه سكن بدل الهمزة ألفاً ، على معنى أن صاحب المصيبة يسلم فتسكن نفسه ، ويرشد الله المؤمن به إلى الصواب في الأمور . وقوله تعالى : { والله بكل شيء عليم } عموم مطلق على ظاهره .