Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 21-29)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تنادوا } معناه : دعا بعضهم بعضاً إلى المضي لميعادهم ، وقرأ بعض السبعة : " أنُ اغدوا " بضم النون وبعضهم بكسرها ، وقد تقدم هذا مراراً . وقولهم { إن كنتم صارمين } ، يحتمل أن يكون من صرام النخل ، ويحتمل أن يريد إن كنتم من أهل عزم وإقدام على آرائكم من قولك سيف صارم ، و { يتخافتون } معناه : يتكلمون كلاماً خفياً ، ومنه قوله تعالى : { ولا تخافت بها } [ الإسراء : 110 ] ، وكان هذا التخافت خوفاً من أن يشعر بهم المساكين ، وكان لفظهم الذي { يتخافتون } به أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين . وقرأ ابن مسعود وابن أبي عبلة : " لا يدخلنها " بسقوط أن ، وقوله تعالى : { على حرد } يحتمل أن يريد على منع من قولهم : حاردت الإبل ، إذا قلت ألبانها فمنعتها ، وحاردت السنة ، إذا كانت شهباء لا غلة لها ، ومنه قول الشاعر [ الكميت ] : [ الطويل ] @ وحاردت النكد الجلاد فلم يكن لعقبة قدر المستعيرين معقب @@ ويحتمل أن يريد بالحرد القصد ، وبذلك فسر بعض اللغويين ، وأنشد عليه [ القرطبي ] : [ الرجز ] @ أقبل سيل جاء من أمر الله يحرد حرد الحبّة المغله @@ أي يقصد قصدها ، ويحتمل أن يريد بالحرد ، الغضب ، يقال : حرد الرجل حرداً إذا غضب ، ومنه قول الأشهب بن رميلة : [ الطويل ] @ أسود شرى لاقت أسوداً خفية تساقوا على حرد دماء الأساود @@ وقوله تعالى : { قادرين } يحتمل أن يكون من القدرة ، أي هم قادرون في زعمهم ، ويحتمل أن يكون من التقدير كأنهم قد قدروا على المساكين ، أي ضيقوا عليهم ، ومنه قوله تعالى : { ومن قدر عليه رزقه } [ الطلاق : 7 ] ، وقوله : { فلما رأوها } أي محترقة حسبوا أنهم قد ضلوا الطريق ، وأنها ليست تلك ، فلما تحققوها علموا أنها أصيبت ، فقالوا : { بل نحن محرومون } ، أي قد حرمنا غلتها وبركتها ، فقال لهم أعدلهم قولاً وخلقاً وعقلاً وهو الأوسط ، ومنه قوله تعالى : { أمة وسطاً } [ البقرة : 143 ] أي عدولاً خياراً ، و { تسبحون } ، قيل هي عبارة عن طاعة الله وتعظيمه ، والعمل بطاعته . وقال مجاهد وأبو صالح : هي كانت لفظة ، الاستثناء عندهم . قال القاضي أبو محمد : وهذا يرد عليه قولهم : { سبحان ربنا } فبادر القوم عند ذلك وتابوا وسبحوا واعترفوا بظلمهم في اعتقادهم منع الفقراء .