Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 125-127)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا تسليم من مؤمني السحرة ، واتكال على الله ، وثقة بما عنده . وقرأ جمهور الناس " تنقِم " بكسر القاف ، وقرأ أبو حيوة وأبو البرهسم وابن أبي عبلة والحسن بن أبي الحسن " تنقَم " بفتحها وهما لغتان ، قال أبو حاتم : الوجه في القراءة كسر القاف ، وكل العلماء أنشد بيت ابن الرقيات : ما نقَموا من بني أمية ، بفتح القاف ومعناه وما تعد علينا وتؤاخذنا به ؟ وقولهم { أفرغ علينا صبراً } معناه عمنا كما يعم الماء من أفرغ عليه ، وهي هنا مستعارة ، وقال ابن عباس : لما آمنت السحرة اتبع موسى ستمائة ألف من بني إسرائيل ، وحكىالنقاش عن مقاتل أنه قال : مكث موسى بمصر بعد إيمان السحرة عاماً أو نحوه يريهم الآيات . وقوله ملأ فرعون { أتذر موسى وقومه } مقالة تتضمن إغراء فرعون بموسى وقومه وتحريضه على قتلهم أو تغيير ما بهم حتى لا يكون لهم خروج عن دين فرعون ، ومعنى { أتذر موسى } : أتترك ، وقرأ جمهور الناس " ويذرَك " بفتح الراء ، ونصبه على معنيين : أحدهما أن يقدر " وأن يذرك " فهي واو الصرف فكأنهم قالوا أتذره ، وأن يذرك أي أتتركه وتركك ، والمعنى الآخر أن يعطف على قوله { ليفسدوا } وقرأ نعيم بن ميسرة والحسن بخلاف عنه " ويذرُك " بالرفع عطفاً على قولهم { أتذر } ، وقرأ الأشهب العقيلي " ويذرْك " بإسكان الراء وهذا علىالتحقيق من يذرك ، وقرأ أنس ابن مالك " وينذرُك " بالنون ورفع الفعل على معنى توعد منهم أو على معنى إخبار أن الأمر يؤول إلى هذا ، وقرأ أبي بن كعب وعبد الله " في الأرض " وقد تركوك أن يعبدوك " وآلهتك " قال أبو حاتم وقرأ الأعمش " وقد تركك وآلهتك " ، وقرأ السبعة وجمهور من العلماء " وآلهتك " على الجمع . قال القاضي أبو محمد : وهذا على ما روي أن فرعون كان في زمنه للناس آلهة من بقر وأصنام وغير ذلك ، وكان فرعون قد شرع ذلك وجعل نفسه الإله الأعلى ، فقوله على هذا أنا ربكم الأعلى ، إنما هو بمناسبة بينه وبين سواه من المعبودات . وقيل : إن فرعون كان يعبد حجراً كان يعلقه في صدره كياقوتة أو نحوها ، قال الحسن : كان لفرعون حنانة معلقة في نحره يعبدها ويسجد لها ، وقال سليمان التيمي : بلغني أنه كان يعبد البقر ، ذكره أبو حاتم وقرأ ابن عباس وعلي بن أبي طالب وابن مسعود وأنس بن مالك وجماعة وغيرهم ، { وآلهتك } أي وعبادتك والتذلل لك ، وزعمت هذه الفرقة : أن فرعون لم يبح عبادة شيء سواه وأنه في قوله الأعلى إنما أراد : و " يقتّلون " بالتشديد وخففهما جميعاً نافع وقرأ أبو عمرو وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي : " يقتّلون " و " سنقتّل " بالتشديد على المبالغة ، والمعنى سنستمر على ما كنا عليه من تعذيبهم وقطعهم . وقوله تعالى : { وإنا فوقهم قاهرون } يريد في المنزلة والتمكن من الدنيا ، و { قاهرون } يقتضي تحقير أمرهم أي هم أقل من أن يهتم بهم .